طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

حرية في مفترق الطرق...

سميرة لخذاري
03 ماي 2014

كان دوي الكلمة مرافقا لصوت الرصاص في الثورة التحريرية، حيث لم يغب حبر القلم عن كبرى المناسبات والأحداث التي تتصل بالتاريخ الوطني، إلا أنها وبمرور الزمن دخلت في متاهة العصرنة والتطور الذي فرض عليها، في الكثير من الأحيان، التخلي عن الدور المنوط بها، إضافة الى فرض الانغلاق والانزواء على نفسه بحجة الإقصاء والتهميش؟
أسال الكثير من الأدباء، الشعراء والمثقفين حبرهم بكلمات نبعت من المعاناة والبيئة التي نشأوا فيها، وإما من ذلك الوجع الذي غرسته الظروف والمواقف اللاإنسانية في قلوبها، هو ذلك الشعور الذي جعلهم بمثابة مؤرخين لمراحل معينة، عبارات ونظم صدح في كل أرجاء العالم للفت أنظار الرأي العام العالمي، أنامل استغلت فنّها وكلمات دغدغت بها مشاعر الجماهير لتعطي أحقية للثورة التحريرية، وتمجد بطولات شعب أعزل تصدى لكل أنواع البطش والاعتداءات والقوة المفرطة في حقه ليمهد لثورة تحريرية كانت بوابة له نحو شمس الحرية.
كثيرون من كتبوا على مجازر 8 ماي 1945 سواء كانوا من أبناء الوطن أم تلك الأقلام التي حركها الضمير الادبي والشعر لتعمل وفق رسالتها النبيلة التي كانت لها ومن أجلها، إلا أن السؤال الذي يبقة مطروحا، هل أعطت تلك الكتابات هذا الحدث الهام والمحطة الحاسمة حقها، أم أن الإبداع أبقى عليها في مفترق الطرق دون التغلغل في الحقائق التي تتعلق بذلك الحدث الذي أكد وحشية المستعمر الفرنسي.
يحمل الأسبوع الاول من شهر ماي في جعبته مناسبتين هامتين: الأولى تتعلق باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة، والثانية تتعلق بمجازر 8 ماي 1945، هذه الأخيرة التي تبقى في حاجة الى القلم والصوت الإعلامي، ليثبت حريته في نقل الحقائق المرتبطة بذاكرة ومواقف وتاريخ شعب.
وما يمكن قوله في هذا الصدد، أن الإعلام استطاع أن يثب وثبات عدة بما ضمن له التطور واحتلال مكان له كسلطة رابعة لها وزنها وثقلها، هذان الأخيران اللذان يتوقفان على مصداقية الإعلام في تحري ونقل حقائق، ومن هنا نتساءل أيضا: هل أعطى الإعلام مجازر 8 ماي حقها أم تركها هو الآخر في مفترق الطرق؟.