تمكّن مركز مكافحة الامراض السرطانية حمديكن بلقاسم بولاية باتنة، من إجراء 6224 تحليل مخبري عن طريق جهاز «بي ـ سي ـ أر»، بمخبر تحاليل الكشف عن فيروس كورونا كوفيد 19، لمواطني 4 ولايات وهي باتنة، خنشلة، سطيف وبسكرة، منذ بدء عمل المخبر منتصف شهر أفريل، حسبما أفاد به البروفيسور كاسح أحمد لعور، رئيس المخبر.
أشار البروفسور لعور، المسؤول عن فريق البحث المختص في المكروبيولوجيا، في تصريح لإذاعة باتنة، أن المخبر المتخصّص في إجراء تحايل الفيروس التاجي قد نجح في رفع التحدي لمجابهة هذا الفيروس منذ تفشيه من خلال إجراء التحاليل المخبرية الدقيقة لكل الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس المتوافدة على مركز مكافحة الأمراض السرطانية، وتخفيف الضغط عن معهد باستور وباقي المؤسسات الاستشفائية المخصصة للتكفل بمرضى كوفيد 19 ببعض ولايات الوطن، وذلك بفضل تضافر جهود فريقه البحثي المتكون من أخصائيين في الميكروبيولوجيا السريرية، الذي نجح في ابتكار وتطوير محلول الوسط الناقل للفيروس، وتوفير الوسائل التي بواسطتها تأخذ العينات من الحالات المشتبه بها.
واستطاع مخبر التحاليل حسب لعور تجاوز عتبة 6 آلاف تحليل مخبري بمعدل قياسي يقدر بـ 200 تحليل مخبري يوميا لمشتبه فيهم، على مستوى الولايات السالفة الذكر نظرا لتوفر المركز على جهاز «بي ـ سي ـ أر»، وتكليف فريق مختص من المؤسسات الصحية وكذا الجامعة بمتابعة الوضعية الوبائية التي تصل المركز.
وأبانت حسب البروفيسور لعور، النتائج عن 3122 عينة إيجابية مؤكدة إصابتها بالفيروس، يتم التكفل بها بالمؤسسات الاستشفائية للولايات التي يقطن بها المصابين، الذين تم اكتشاف حالات إصاباتهم في بدايتها، الامر الذي يسهل التكفل بها.
وبخصوص ولاية باتنة، أجرى المخبر 2835 تحليل مخبري، كانت نتائج 1127 حالة إيجابية منذ بداية الجائحة، حيث تعرف الولاية في الأسابيع الاخيرة حالة من التفشي للفيروس المعدي تجاوزت عتبة الألف إصابة مؤكدة، وتواصل مؤشر ارتفاع معدل حالات الوفيات يوميا خاصة وسط كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، الذين لم تتجاوب اجسامهم مع برتوكول العلاج الخاص بكورونا.
غلق الغابات السياحية وأسواق الماشية
يتواصل قرار غلق مختلف الفضاءات العمومية والتجارية والطبيعية بولاية باتنة، عقب تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 في كل بلديات الولاية 61، بسبب حالة الاستهتار الكبير لساكنة الولاية وعدم احترامهم لإجراءات الوقاية والتباعد الجسدي.
أصدر رئيس بلدية وادي الشعبة قرارا بغلق غابة كوندورسي السياحية، ومنع المواطنين من ارتيادها كونها المتنفّس الوحيد لهم منذ تفشي الجائحة شهر أفريل الماضي، حيث تحج العائلات بالمئات إليها يوميا للاستمتاع بنقاوة الجو وعذوبة مياه العيون الطبيعية التي تتواجد بها وكذا الاخضرار الكبير، حيث تعتبر ملاذا لهم في هذا الصيف الساخن وتواصل الحجر الصحي، غير أن استهتارهم وعدم احترامهم للإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس على غرار ارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان بينهم، ساهم في تفشي المرض وحال دون تحسن الوضعية الوبائية بالولاية، ما دفع برئيس بلدية وادي الشعبة التي تتواجد بها الغابة السياحية الطبيعية إلى غلقها مؤقتا باستخدام القوة العمومية.
وجاء الإجراء تكملة لسلسلة التدابير والقرارات التي اتخذتها السلطات العمومية، لمجابهة انتشار الفيروس التاجي بعد الارتفاع المخيف في مؤشر عدد الإصابات التي تجاوزت ألف مصاب، حيث وجدت المصالح الاستشفائية بالولاية صعوبة كبيرة في التكفل بالحالات المتزايدة يوميا.
كما أصدرت بلديات أخرى بالولاية قرارات مماثلة بغلق الفضاءات العمومية ذات الإقبال الكبير للجمهور، ورفع حالة التأهب للدرجة القصوى لمواجهة كورونا، بمنع إقامة الأعراس وحفلات الختان ومختلف الأفراح وكذا المنافسات الرياضية وأماكن العزاء، وكل التجمعات التي يمكن أن تكون مصدرا لانتقال العدوى بين الناس.
وفي ذات السياق، أصدر والي باتنة قرارات جديدة للحد من انتشار الفيروس على غرار وقف عقود الزواج عبر كافة البلديات، وغلق أسواق الماشية وتشديد إجراءات الحجر، بتكليف مصالح الامن والدرك بالتعامل بصرامة كبيرة مع كل المخالفين لإجراءات الحجر وكيفية تطبيقه وشروط الخروج وعدم ارتداء الكمامات وغيرها.
وتصدّرت باتنة مرات عديدة الترتيب الوطني في عدد الإصابات اليومية المسجلة، موازاة مع مصالح مديرية الصحة بفتح مرافق عمومية جديدة وتخصيص أجنحة اخرى، كفتح مصلحة جديدة بجناح الطب الداخلي في المستشفى الجامعي تسع لـ 90 سريرا، وتهيئة مركز للتكوين المهني يسع لـ 100 سرير ببلدية بريكة، وفتح 3 مراكز توجيه وتشخيص بكل من باتنة، مروانة ورأس العيون.