طباعة هذه الصفحة

“الشعب” تستطلع الآراء بخصوص استئناف الدراسة

قـــرار اللجنـة العلميـة حاسـم ... ومراجعــــة تواريـخ الإمتحانـات مطلــــب

خالدة بن تركي

هل يؤمِّن بروتوكول وزارتي التربية والتعليم العالي عودة طبيعية

«الشعب»: يلتحق بعد حوالي شهر من اليوم الإداريون في قطاع التربية، وتحديدا المتوسطات والثانويات بمقر عملهم، على أن يستأنف الأساتذة العمل يوم 23 أوت الداخل، استعدادا لانطلاق المراجعة، وفق ما برمجته وزارة التربية، استعدادا لاجتياز الامتحانات الرسمية لشهادتي التعليم الأساسي والبكالوريا المبرمجة يومي 07 و09 سبتمبر الداخل.
لا يختلف الأمر بالنسبة للطلبة الجامعيين الذين يستأنفون الدراسة رسميا يوم 23 أوت الجاري، التحضير له على قدم وساق من قبل الوزارة الوصية بالتنسيق مع الشريك الاجتماعي، على أن يخضع الاستئناف في كل الأحوال لبروتوكول صحي خاص يؤمن حماية الجميع ويجنب انتشار الوباء بصفة أكبر.
وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات اليومية بـ «كوفيد 19» إلى مستويات قياسية في غضون الأيام القليلة الماضية مقتربة من عتبة 600 إصابة لأول مرة تزامنا ومرور قرابة 5 أشهر عن تسجيل أول اصابة محلية، استفسرت «الشعب» الأطراف المعنية، أولياء وتلاميذ ومختصين في علم النفس وأطباء، فيما غاب رأي وزارة التربية لعدم الرد على الاتصالات.

اتفق الشركاء الاجتماعيون على أن فتح المدارس ابتداء من 23 أوت الداخل للأساتذة، ولاحقا للتلاميذ المعنيين باجتياز الامتحانات الرسمية خطوة «مدروسة»، غير أنها تبقى مرتبطة بتطورات الوضع الصحي، وما تحدده اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا، لأن صحة التلاميذ والجماعات التربوية أولوية تم أخذها بعين الاعتبار في الرزنامة المدرسية لوزارة التربية الوطنية منذ انتشار الوباء، بتوقيف السنة الدراسية بعد فصلين في خطوة استباقية ساهمت في احتواء الوضع.

استئناف الحياة المدرسية تدريجيا كان من بين أهداف الوزارة والشريك الاجتماعي وكذا فدرالية أولياء التلاميذ التي شاركت في إعداد الرزنامة المدرسية وبالاتفاق مع الشركاء الاجتماعيين وحدد تاريخ دخول الطاقم التربوي بداية من الإداريين في 20 أوت، الأساتذة 23 أوت تحسبا للمراجعة والتلاميذ يوم 4 أكتوبر تزامنا وانطلاق السنة الدراسية الجديدة 2020/ 2021، على أن يتم برمجة حصص للمراجعة التذكيرية للمقبلين على شهادة «البيام» والبكالوريا مباشرة بعد هذا التاريخ، لتحضيرهم نفسيا وبيداغوجيا، غير أن الإشكالية المطروحة هل الوضع الصحي يسمح بالعودة للمدارس؟.
بين احتمال فتح المدارس واستحالة العودة وقفت «الشعب» عند آراء الشريك الاجتماعي وفدرالية أولياء التلاميذ، حيث أجمع الأغلبية أن صحة التلاميذ والجماعات التربوية أولوية، في إشارة منها أن مصيرهم مرهون بتطورات الوضع الصحي في البلاد.

 كناباست: فتح المدارس مرهون بالشروط الصحية

أكد المكلف بالإعلام لدى «الكناباست»، مسعود بوديبة، في تصريح لـ»الشعب» أن التباين واضح في المسألة، غير أن الإشكالية المطروحة حاليا تكمن في مدى إعداد وزارة التربية لرزنامة الامتحانات الرسمية والدخول المدرسي، وفق الإجراءات الصحية، خاصة وأن قرار العودة يعد فرصة للمقبلين على الامتحانات الرسمية من أجل المراجعة.
وقال المتحدث إن المصالح المختصة مطالبة بتوفير التدابير الصحية اللازمة لحماية التلاميذ من العدوى خاصة وأن المدرسة تعتبر فضاء واسعا لاستقبال ما يزيد عن 40 بالمائة من المترشحين لشهادة التعليم المتوسط، نفس الأمر ينطبق على تلاميذ البكالوريا.
وأضاف بوديبة أنه سيتم اتخاذ القرار المناسب بعد تحديد الوضعية الوبائية في تلك الفترة، ويتم بناء عليها قرار العودة من عدمه، والذي يكون مصحوبا باحتمال تغيير تواريخ الامتحانات الرسمية، غير أن المتفق عليه، أن فتح المدارس مرتبط بتوفير الإجراءات الوقائية. وأشار إلى أن فتح المؤسسات التربوية لإجراء حصص المراجعة الجماعية بداية من 20 أوت المقبل، لفائدة المترشحين لشهادة «البيام» و»البكالوريا» يجب أن يكون مصحوبا بتعليمات صارمة لمديري التربية من أجل توفير وسائل الحماية اللازمة من أقنعة طبية، قفازات ومحاليل مطهرة، إلى جانب احترام التباعد الاجتماعي داخل الأقسام أثناء المراجعة مع الإبقاء على عامل اليقظة.

سناباب»: العملية مستحيلة واللجنة العلمية تحسم

أكد الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية «سناباب» بلعموري لغليظ في تصريح لـ»الشعب» أن قرار العودة للمدارس مرتبط بالوضع الصحي، وما تحدده اللجنة العلمية في ذلك التاريخ ليتم على ضوئه تحديد القرار، خاصة أمام الارتفاع الرهيب في عدد الإصابات.
وقال بلعموري، إن العملية مستحيلة إذا بقيت جائحة كورونا بنفس الوتيرة، وبات على وزارة التربية التفكير بجدية في القرار لأن الصحة أولوية ولا يمكن التحاق الطاقم التربوي بالمدارس في حال بقي الوضع الصحي على حاله، موضحا أنه في حال تحسن الوضع يجب تسخير الشروط الصحية اللازمة لضمان سلامة الأبناء والأساتذة.
وأفاد المتحدث باسم «سناباب»، أن الحلول قائمة بخصوص تلاميذ الرابعة متوسط غير أن الإشكال يبقى في شهادة البكالوريا لأنها إجبارية، مضيفا أن التحكم في امتحان التعليم المتوسط ممكن لاعتبارات، منها قلة عدد الممتحنين، عكس شهادة البكالوريا، وهنا يجب التفكير في كيفية التعامل مع الوضع.

 التحضير النفسي والبيداغوجي ضرورة

طرح الأمين العام بلعموري إشكالية مصير الممتحنين بعد قطيعة دامت قرابة 6 أشهر، بمعنى آخر، أن توجّه التلاميذ مباشرة للامتحان دون تحضير بيداغوجي ونفسي قد ينعكس سلبا على نتائجهم، وهذا ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من طرف الوزارة الوصية.
وعن موعد تاريخ إجراء الامتحانات قال بلعموري إن الوزارة وضعت مسودة تتوافق مع كل الاحتمالات الواردة، والأكيد أن الوضع الصحي من يحدد بقاء أو تغيير التواريخ، مشيرا أن استمرار الوباء بنفس الوتيرة لا يسمح بفتح المدارس ولا إجراء الامتحانات شهر سبتمبر ولا الدخول في الوقت المعلن عنه.

«أونباف»: إعادة النظر في تاريخ الاستئناف

قال الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، زوقار العمري، «إننا أمام حتمية مراجعة الرزنامة وإعادة النظر في تاريخ الامتحانات الرسمية «فضلا على ضرورة تأخيرها بشهر أو شهرين إلى غاية استقرار الوضع الصحي في البلاد».
وأوضح أن اجتياز التلاميذ للامتحانات الرسمية ممكن دون اللجوء إلى مراجعة الدروس لكن التكفل النفسي ضروري، وأن وزارة التربية الوطنية مطالبة بتوفير الأخصائيين النفسانيين على مستوى المدارس للتكفل بالتلاميذ، خاصة المقبلين على «البيام» كونهم يصنفون في فئة المراهقين.

 التحضير للامتحانات الرسمية رهان الأولياء

قال الأمين الوطني لنقابة «أونباف»، إن الوضع الصحي الذي تمر به البلاد وانعكاساته على عدة قطاعات على غرار قطاع التربية يقتضي تكاتف جهود الجميع لاجتياز هذه المرحلة الصعبة، خاصة في ظل غياب وسائل المراجعة، حيث بات على الأولياء مساعدة أبنائهم نفسيا وبيداغوجيا للتحضير الجيد.
وأضاف المتحدث أن المترشح للشهادة مطالب بالحفظ والمراجعة وأن يكون جاهزا لاجتياز الامتحان بشكل جيد، لاسيما وأن المواضيع المعتمدة من المقرر الدراسي للفصلين قد عرف تقدم الدروس بنسبة 80 بالمائة.

رئيسة فدرالية أولياء التلاميذ، جميلة خيار: العملية تسير وفق خارطة طريق

دعت رئيسة فدرالية أولياء التلاميذ جميلة خيار في تصريح لـ»الشعب» إلى عدم استباق الأحداث،خاصة وأن تاريخ فتح المدارس مرهون بالوضع الصحي القابل للتغيير في أي لحظة، وأن الفدرالية لديها الرزنامة وجدول الأعمال من أجل العودة بعد 20 أوت في حال تحسن الوضع الصحي.
وأكدت جميلة خيار على استمرار المشاورات مع وزير التربية الوطنية محمد واجعوط بخصوص الأمر، وأشارت إلى وجود خطة عمل تتماشى مع الاحتمالات، مشيرة أن تحديد تاريخ العودة مرهون بقرار اللجنة العلمية لمتابعة الفيروس غير قابل للجدل.
وأضافت أن الأولياء أمام حتمية المراجعة المستمرة لأبنائهم تحضيرا للشهادة سواء «البيام» أو»البكالوريا» حتى في حال تأخيرها فإن إجراءها أمر لا مفر منه، داعية جميع التلاميذ إلى التحضير الجيد والمراجعة المستمرة من أجل الحصول على نتائج مرضية.
وأكدت جميلة خيار، أن الفدرالية موجودة دائما في الميدان وتتابع عن قرب كل التطورات للمشاركة في القرارات التي تخدم مصلحة التلميذ وتضمن إنهاء موسم دراسي دون مشاكل، مطالبة في ذات السياق الممتحنين بضرورة التخلص من سلبيات التوتر والقلق النفسي الذي ينتابهم قبل اجتياز الامتحانات المصيرية، خاصة في ظل الجائحة وما ترتب عنها من مشاكل نفسية لجميع الفئات.
من جهتنا، حاولنا مرارا الاتصال بوزارة التربية الوطنية للحصول على معلومات أكثر في الموضوع، غير أننا لم نتمكن من ذلك.