بن دودة: وهب نفسه وحياته لخدمة الفن التشكيلي ودافع على فناني الجزائر
فقدت الساحة الثقافية بقسنطية واحدا من أهم الأسماء الإبداعية في الفن التشكيلي، وبرحيل الفنان عمار علالوش تكون الأسرة الفنية خسرت هرما من جيل الفنانين الكبار على شاكلة روباش، خوجة، اسياخم، نصرالدين ديني، وغيرهم من الأسماء الفنية التي تركت خلفها لوحات تنطق سحرا إلى اليوم، لم تفقده قسنطينة لوحدها بل سيفتقده المغرب العربي الذي ظل بيته الكبير يرحل إليه دوريا، إما محاضرا، عارضا أومشاركا في ملتقياته.
لم يمهله المرض كثيرا فألزمه الفراش، ولم تشفع له لوحاته الثكلى بالصور والألوان، ولم تشفع له أزقة قسنطينة وشوارعها التي خلدها في رسوماته، ولا البيوت التي تشهد له بلمساته السحرية حين يبدع.
عبرت وزير ة الثقافة مليكة بن دودة، في كلمة تأبينية، خصت بها الفقيد علالوش، «وفاة قطب من أقطاب الفن التشكيلي في الجزائر، الأستاذ والفنان الكبير عمار علالوش. فنان من طينة الكبار، وهب نفسه وحياته لخدمة الفن التشكيلي، دافع وبأخلاق الفنان العالية، على فناني الجزائر، باختلاف مشاربهم وفنهم، برحيله نكون قد خسرنا قامة من قامات الفن التشكيلي في الجزائر، وفنانا من الذين ناضلوا من أجل توحيد صوت الفنانين الجزائريين ومن خيرة فناني بلادي «حيث قدمت تعازيها لأسرته وعائلته الفنية، حيث بادرت وزارة الثقافة والفنون، بتكريم الراحل في اليوم الوطني للفنان المصادف لـ 08 جوان 2020، في احتفالية بالمناسبة احتضنها قصر الثقافة بالعاصمة».
صليحة نعيجة: الكورونا أجلت لقاءاتنا وأخذك الموت إلى السماء
كتبت القاصة صليحة نعيجة على صفحتها: «لم يمهلك الموت لتكمل مشاريعك الكثيرة وتحقق حلمك المتبقي، صالة تجمع لوحاتك الجميلة بالمتحف..تركت كل شيء ورحلت.. سنفتقدك كثيرا جدا..سنفتقد حضورك البهي بالشوارع والمسرح وبهو دار الثقافة والأمسيات.. كنت صديقا جميلا للشعراء ولصخبهم واعترف أنني كنت محظوظة بصداقتك من التسعينات ومحظوظة بزيارة مرسمك الجميل بالشتاء المنصرم، الكورونا أجلت اللقاءات التي برمجتها وأخذك الموت إلى السماء.. تركت إرثا عظيما وكنزا مذهلا.. لك ولفنك ولريشتك المجد والخلود قسنطينة تودعكم الواحد تلوالآخر. سنفتقدك كثيرا ولن نقوى على الضحك عندما نتذكرك لقد أخذت معك كل الفرح.. وداعا عمي عمار علالوش».
علاوة جروة وهبي: لا يمكنك إلا أن تحبه لمرحه وحتى لغضبه إن غضب
وصف الإعلامي والناقد المسرحي علاوة جروة وهبي خبر رحيل صديقه بالصاعقة والصدمة المهولة والفاجعة، وأضاف علاوة في مدونته على صفحته بالعالم الأزرق «الرجل الذي لا يمكنك إلا أن تحبه لمرحه وحتى لغضبه إن غضب باختصار عمار الفنان التشكيلي النحات المحاضر الناقد ودعنا عفوا رحل عنا عالمنا ولم نودعه، لم تسمح لنا الظروف باللقاء منذ شهور. ولأنه كذلك كان كثير الترحال بين الجزائر وتونس التي كان يقول هي بلدي مثل الجزائر، أنا في تونس كأنني في قسنطينة، لا اشعر فيها أبدا أنني لست في مكان لا أعرفه».
ويذهب الأديب علاوة إلى زمن السبعينيات حيث التقى رفيقه عمار الفنان واكتشف فيه روح الإنسان الذي يحب الخير لكل الناس، عمار ابن ولاية جيجل مسقط الرأس والذي لم تتغير لكنته رغم الإقامة الطويلة في قسنطينة « وختم كلمته «هكذا هي الحياة..طريق نمشيه ونهر نعبره ثم نغيب. لك الرحمة والمغفرة من خالق الكون ليجعل مثواك الجنة، وداعا صديقي الفنان عمار علالوش».
من جانبهم، عبّر مجموعة من الكتاب والإعلاميين عن حزنهم العميق لوفاة الفنان علالوش وتقاسمت كل من نرجس كرميش صحفية بجريدة النصر، والروائي باديس فوغالي أستاذ الأدب بجامعة قسنطينة والشاعرة منيرة سعدة خلخال، الكاتب زتيلي محمد قساوة الفاجعة والفقد الذي ألم بالأسرة الثقافية بعاصمة الجسور المعلقة، في فقدانها واحدا من أهم الأسماء الفنية في الفن التشكيلي دراسة وإبداعا وداعا عمار الإنسان الطيب البشوش وصاحب الابتسامة المميزة.