طباعة هذه الصفحة

شوق اللِّقاء

الشّاعرة: قوقة راضية رودسلي

عندما يتيه باليِّ
ويتموَج خاطري
ويرتعَش ساعدي
ماليً حينها إلّا أن أكتب
أكتب فارتب حُبيبات الرّمْل
تتبعثر من جديد بنسمة البحر
أو ينحيها حديثه عند المَدِّ والجزر
تتبعْثر مشاعري بنسمة الشّوق
أو يمحيها كلام الله عند العصر والفجر
أمضي فأرحل
من نفسي لأبحث عنها
اركب قطار الحياة
أم قطار الفصل بين النفس وشهوة النفس
قطار الحب الأبدي
جراء شوق اللقاء
قطار الحب الإلهي
لكي أرحل من نفسي واسكنها من جديد
بعد لقاء مع مُلهم النفس
من مكاني أمام النَافذة
أكتب ببخار أنفاسي على الُزُجاج
أو عندما تبكي السَماء
تتهيّأ لي الأوراق على نافذة الأمل
أكتب....
أكتب لأرتاح وأحيا
لتعتدل نبضات قلبي وأدفي
أكتب كلمات يردّدها القلب
ويهتفها للسّماء
تسمعه فتحن
تسمعه تتّزن
فتتلاشى الغيوم البَاكية
وتبرز شمس خجولة
بابتسامتها العريضة
تخاطب قلب الحبيبة
وتبادلها سعادة الحب
تفهم لغتها دون أن تحرّك شفتيها
تعلم من تحب دون سواها
عندما تُبصر وتتأمَّل في بهائها
عندما تُكرّر فيها النّظر
وينقلب عنها ذاك البّصر
خاشعًا، مُولعا بحب منسَوّاها
يا لعظمة هذا البصر...
أحيانا تغيب الشّمس
ويُعلن الرّعد غضبه
تعود نفسي لتتبعثر من جديد
برق شديد يُكسّر الزّجاج
تختلط شظايا الزّجاج المكسور للتو
مع بقايا تأوهات صدري
ويتّكئ صوتي المكسور على عصا تنهيداتي
قطرات المطر بدون حاجز الآن
تدخل لتُجدِّدَ في النَّفَسَ العاجز
عجزي أم فقدان أملي
لا أدري أيّهما في امتحاني هذا جائز
نغم حسّي أم كلام نفسي
عندما يغيب نصفي
ثم يرجع بكله ويسكن قلبي
فتقوى روحي وينطق من جديد قلبي
اقترب الفجر
يُغمَزُ لي من خِلال الطّائر
يُهمَسُ في أُذني لحن الجنَّة
ما بقي الآن إلاّ السِّتار الرَّقيق
فيتشوّقُ قلبي أكثر فأكثر
وأنتظر ساعي البريد
رأيته وهو يخفق جناحه من بعيد
ها قد اقتربت روحي من محطة النزول
أقرأ الرّسالة أخيرا
كُتبت بحروف من ماء على مرآة
تعكس أجمل صورةٍ لي
تكشف لي السِّرْ الدّاخلي وأخفى
أطوي الرّسالة وأخبّئها في جيب قلبي
وأنزِل من القطار...