يلعب الإعلام الجواري دورا مهما ورائدا في تكوين الرأي العام وصناعة الجمهور سواء من خلال إعلام المواطن أو الاعلام المحلي لما لذلك من أهمية تظهر في الأوضاع الخاصة، وترافق تسيير الأزمات كالوضع الراهن والأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر دولة ومجتمعا لتجابه عدوا فتّاكا وخفيّا على غرار بقية الدول والمجتمعات الأخرى.
تسعى الإذاعة الجزائرية لمرافقة المواطن في هذا الظرف الاستثنائي منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس لحد الآن، ببرامج تحسيسيّة وإرشاد وتوجيه، وكذلك تعزيز القيم الاجتماعية التي تظهر في التكافل بين أفراد المجتمع، ومبادرات المجتمع المدني بصورة واضحة لكل العالم في ظرف حمل وما يزال يحمل الكثير من المتغيّرات ذات التّأثير على المواطن والمجتمع والمنظومة الصحية، وانعكاسات الجائحة على مختلف جوانب الحياة.
في ظل هذا واكبت الإذاعة الجزائرية الظّرف بالتّوعية والتّحسيس، ونقل الخبر الرّسمي والصّحيح للمستمع، الذي حتى وإن تعدّدت لديه مصادر المعلومة في ظل التكنولوجيات الحديثة يبقى وفاؤه للإذاعة يصنع فارقا نفسيا وثقافيا..
ومع الارتفاع المسجّل في الحصيلة الوبائية بسبب تهاون المواطن وعدم حرصه على اتّباع التّدابير الوقائية، إلى درجة الاستخفاف بالوضع من خلال إقامة الولائم والأعراس، والانخراط في مختلف التّجمّعات اللاّواعية، ترفع الإذاعة الجزائرية مجدّدا تحدي تكثيف التوعية والتحسيس من خلال استراتيجية جديدة مسطّرة، وضع منهجها ويشرف عليها مباشرة المدير العام للإذاعة الجزائرية، جمال سنحضري، وهذا عبر جميع الفضاءات الأثيرية للقنوات الوطنية والموضوعاتية والإذاعات المحلية التي تنقل يوميا برامج تحسيسيّة تدعّمها شهادات حيّة من صميم الواقع لمن أصيبوا بالفيروس، وعاشوا معاناة صحية ونفسية يشاركون الإذاعة في تبليغ الرّسالة للمواطن في الجزائر العميقة لأجل تفعيل دوره في احتواء الوباء، خاصة وأنّه الحلقة الرّئيسيّة في نجاح كل البرامج الوقائية والعلاجية شخصية أو حكومية أو إعلامية، وقد راهن رئيس الجمهورية على أهمية الاعلام الجواري ودور الاذاعات المحلية في مرافقة المواطن، وتبليغ الرّسالة ودورها في الوصول إليه في كل نقطة يتواجد فيها من تاء تلمسان إلى تاء تمنراست، ومن المستشرف تحقيق نتائج ملموسة في ظرف قصير ستحدّده الأيّام المقبلة.