كشف البروفيسور مهياوي رياض، عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا، عن تخصيص ما يقارب 1800 سرير بالمؤسسات الاستشفائية بالعاصمة من أجل التكفل بمرضى كوفيد، وذلك تطبيقا للقرارات التي تمخّضت عن مجلس الوزراء الأخير، والتي أعطي بموجبها الضّوء الأخضر لوزير الصحة والسكان وكذا لولاة الجمهورية لتجنيد كل الوسائل لاحتواء تفشي الوباء بالجزائر من خلال التنسيق وتكثيف الجهود.
اعتبر البروفيسور مهياوي في تصريح لـ “الشعب”، أنّ هذا التجنيد لاستغلال طاقة استيعاب المستشفيات ومعالجة الإشكاليات المطروحة على مستوى القطاع في التكفل بمرضى كوفيد، سواء فيما تعلق بمعالجة الضغط الكبير، الأدوية، وتزويد الأطقم الطبية بكل مستلزمات الحماية والوقاية، قد تمّ مناقشته خلال اجتماع، أول أمس، مشيرا إلى أن كل الولاة لهم السلطة التقديرية في تسيير الوضعية الوبائية بولاياتهم.
وبخصوص العلاج بـ “الكلوروكين”، أوضح عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا، أنّ الجزائر كانت من الدول السبّاقة في الأخذ به منذ 22 مارس الفارط، حيث استفاد منه أكثر من 14 ألف مريض، مؤكّدا أنه ليس هناك عجز في هذه المادة وذلك بفضل الإنتاج الوطني لها.
في المقابل، أوضح المتحدّث أنّه بإمكان المريض العلاج به في المنزل، وذلك بمنحه مجانا من المستشفى على عكس ما يروّج له بأنه يباع بالصيدليات، وذلك بناءً على تعليمة وزارية تقضي بضرورة فحص المصاب والتأكد من خلوه من أي أعراض جانبية أو حرجة لمدة 5 أيام، ليواصل العلاج في المنزل أو مكان الحجر، مشيرا إلى أنّ هذا الإجراء يتم اللجوء إليه لتخفيف الضغط على المستشفى، ولكن في إطار إجراءات جد مشدّدة ومدروسة.
وبخصوص المطالب المتعلّقة بتخصيص مستشفى موحّد وواحد للتكفل بمرضى كوفيد 19 بدل تقسيمهم على العديد من المصالح الاستشفائية، للحيلولة دون اختلاطهم مع باقي المرضى العاديين وتفادي تفشي الوباء وسطهم، سيما الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو من يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية مستعجلة على غرار مطلب مستشفى علي النمر بمروانة بباتنة، أوضح مهياوي أنّها استراتيجية جيدة لتفادي العدوى، لكن يبقى احترام التدابير الوقائية أحسن حل.
..عدم الانسياق وراء التّخويف والتّهويل
بالنسبة لما تشهده المستشفيات والأطقم الطبية من اعتداءات وتصوير للعجز المسجل على مستواها في التكفل بمرضى كوفيد سواء بمستشفيي قسنطينة وسيدي عيسى وغيرهما، دعا عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار وباء كورونا المواطنين إلى التحلي بالرزانة وعدم الانسياق وراء دعوات التخويف والتهويل لأنّ ذلك لا يخدم لا المرضى ولا الأطباء، والالتزام بالتدابير الوقائية وتعلم التعايش مع الوباء على هذا الأساس.
وأكّد مهياوي أنّ الأطباء في ظل هذا الوضع الوبائي الصّعب يحتاجون إلى الثّقة في كفاءتهم وتشجيعهم، فهم يعانون كثيرا نتيجة الضغط الكبير، طوال الأربعة الأشهر الماضية، داعيا إلى الأخذ بالتجربة الايطالية حيث كان الايطاليون يخرجون في حدود الساعة الثامنة ليلا لتشجيع أطبائهم والاعتراف بجهودهم، ما من شأنه التخفيف عليهم.