تتواصل حملة أطلقتها شركة المياه والتطهير «سيال» الخميس الفارط، على مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات التجارية للمؤسسة، والتدخل عبر مختلف القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة، لتذكير زبائنها بضرورة دفع الفواتير، بعد أن تسبّبت جائحة كورونا في تراكم الفواتير غير المسدّدة، والتي استقرت في حدود 18.7 مليار دج، ما يعادل سنة ونصف من رقم أعمال المؤسسة.
أكّد مدير الزبائن حسام بوزازوة في تصريح لـ«الشعب»، أن عزوف الزبائن عن دفع الفواتير يعود إلى الخوف من حمل فيروس كورونا، ما أدى إلى عدم التسديد لمدة وصلت إلى أربعة أشهر بالوكالات التجارية لـ «سيال» عبر ولايتي الجزائر العاصمة وتيبازة أي منذ بداية الجائحة، رغم أنّ المؤسسة أبدت التزامها الدائم والمتواصل ببذل جهود معتبرة من أجل ضمان الخدمة العمومية للمياه والتطهير.
وأوضح بوزازوة أنّ المؤسسة كانت تعاني من فئة تقدر بـ 45 بالمائة لا تدفع فواتيرها، في حين كان يلتزم حوالي 40 بالمائة بالدفع، هذه الفئة الأخيرة أصبحت أغلبها لا تسدّد ما رفع النسبة إلى 90 بالمائة، وهو ما أدّى إلى تراكم الديون على الزبائن وتراجع رأس مال الشركة، رغم كل ما قامت به من جهود لتحسيس الزبائن بضرورة الدفع كسلوك حضاري تحت شعار «ادفع ما تستهلك»، حتى أنّه تمّ إرسال رسائل نصية قصيرة بخصوص ذلك سواء بالدفع عن طريق الأنترنيت أو عبر الوكالات..
تسهيلات جديدة للدّفع
في المقابل أشار مدير الزبائن أنه إطلاق الشركة لوكالة افتراضية من خلال تطبيق يحمل عبر الهواتف الذكية أندرويد، تمكّن الزبون من الاطلاع على الكمية التي استهلكها خلال هذه السنة والسنة التي قبلها، بحيث تكون له علاقة آنية مع حجم استهلاكه للمياه، ويمكنه معرفة الديون المتراكمة عليه، بالإضافة إلى إمضاء اتفاقية مع متعامل الهاتف النقال أوريدو بحيث يقوم الزبون بكتابة *94-15* والاتصال بعد التأكيد وإدخال الرقم التعريفي للزبون.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الزبون مطالب أكثر من أي وقت بدفع ديونه وتسديد مستحقاته لقاء ما استهلك من الماء، مشيرا إلى أنه في حال ما كانت الفواتير ضخمة يمكنه تقديم شكوى ويتم التدخل مباشرة لتصحيحها، وأنه في حال وجود تراكم كبير للديون هناك تسهيلات جديدة للدفع من خلال جدولة الدفع بالتقسيط، وكل هذا يصب في فائدة الزبون والمؤسسة.
وذكّر بوزازوة، بأن «سيال» أبدت دوما التزامها من خلال تواجدها في قلب المعركة ضد انتشار الفيروس بعدة عمليات بما فيها التحسيسية والوقوف بجانب المواطنين، وتقديم أفضل خدمة للمياه والتطهير في إطار الوقاية والتضامن وعدم قطع الخدمة طوال فترة الجائحة، من خلال تجنيد 6500 عامل من نساء ورجال للاستمرار في تزويد ملايين المواطنين بالمياه، وضمان خدماتها في أحسن الظروف.
ومن هذا المنطلق، دعا مدير الزبائن على مستوى «سيال» سكان الجزائر العاصمة وتيبازة إلى التحلي بحس المواطنة تجاه المؤسسة، بدفع فاتورة الماء وهو الأمر الذي سيسمح للمؤسسة بالاستمرار في خدمتهم، مذكّرا بأن دفع الفاتورة عمل تضامني وعرفان بمجهودات العمال الذين يسهرون على منح أحسن خدمة عمومية، ويسمح بضمان تحسين خدمات المياه والتطهير على المدى البعيد الولايتين، لهذا فكل المواطنين مدعوون إلى الالتزام بدفع الفاتورة، واستجابة كل الزبائن هي أكثر من ضرورية كونها تساهم في الاستمرار في بذل كل الجهود الرامية لتلبية الاحتياجات من المياه والتطهير.