رفعت وزيرة الثقافة خليدة تومي باسمها وباسم الفريق العامل على إنجاح الحدث الهام المتعلق «بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015»، أصدق التعازي لعائلة وأصدقاء المهندس الكبير المختص في الترميم عبد العزيز بجاجة، الذي فقدته الساحة الفنية والثقافية مؤخرا.
أكدت وزيرة الثقافة، حسب برقية تعزية تلقت «الشعب» نسخة منها، على الفراغ الرهيب الذي تركه المرحوم في الساحة الثقافية والعلمية قائلة «هذه القامة الإبداعية، رحمها الله،التي أحبت التراث والإرث الثقافي الوطني حدّ النخاع، وحجزت مكانا لها في قلبها منذ الطفولة، حاملة على عاتقها مسؤولية المحافظة على تراث منطقتها قسنطينة وإعادة بريق كثير من الآثار والمباني التي لها تاريخ عريق عراقة مدينة الصخور، حيث كان على رأس مشروع ترميم قصر الباي بعاصمة الشرق».
كان فقيد الثقافة وفن العمارة بجاجة، حسب ذات البيان، من أبناء الجزائر المتميزين بالصرامة النابعة من الغيرة القوية على الإرث الوطني، مؤمنا بوجوب بناء أجيال تحمل المشعل من وراء الخبراء الكبار ليبقى بريق الآثار الوطني ولا يشوبه الاندثار والإهمال، رفع التحدي وشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة قسنطينة منذ 1986، ليبني أجيالا من المهندسين المختصين في فن العمارة، ذلك العمل الذي لم يبخل فيه ولم يدخر ولا مجهود من أجل التراث الثقافي الجزائري بالاعتماد على الاتصال الراقي من الدرجات العليا الذي يضمن له الاستفادة والإفادة.
وبناء على أحقيته في التعامل مع الجهة الوصية لما يتحلا به من مسؤولية تجاه التراث، قررت وزارة الثقافة منذ 2002 أن يكون ضمن قائمة المهندسين والخبراء المعتمد عليهم في المحافظة على الإرث والآثار الجزائرية، إلا أن الموت غيبه قبل أن يعيش فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث كان المعول عليه لترميم كبرى المواقع التي تزخر بها الولاية لاحتضان الحدث الهام.