ما تزال السلطات المحلية لولاية عنابة تقف محل المتفرج أمام الخطر المحدق بسكان حي «خرازة» ببلدية وادي العنب، بسبب الطريق الوطني رقم 44 الذي يحصد في كل مرة أرواح الكثيرين، لا سيما منهم الأطفال، إذ يعتبرون بمثابة الضحية الأولى لهذا الطريق المميت بسبب تهور بعض السائقين.
لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يُسجل حادث مرور بهذا الطريق، آخرها وفاة طفل منذ أيام يبلغ من العمر 08 سنوات صدمته سيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 44 قرب محور «حي خرازة»، ناهيك عن تسبب انحراف سيارة وانقلابها بنفس الطريق ما تسبب في إصابة شاب يبلغ من العمر 26 سنة وطفل 16 سنة من العمر بجروح خفيفة..
وضعية أثارت استياء قاطني الحي، حيث أنه وفي تصريح لـ»الشعب» أكد بعض الساكنة أنهم لم يتوانوا في عديد المرات عن لفت انتباه السلطات المحلية لوضع حد لإرهاب الطرقات على مستوى الطريق السريع، والتدخل العاجل لإنقاذ أرواح العشرات من أبناء هذا الحي، مشيرين إلى أنهم لم يتوقفوا يوما عن المطالبة بوضع ممرات علوية إضافية، وممهلات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.
كما يتساءل سكان «خرازة» عن سبب صمت السلطات المحلية تجاه مطالبهم المشروعة، وهو ما يجعل حياتهم وحياة أبنائهم معرضة للخطر، مؤكدين بأن بناء ممر علوي بات بالنسبة لهم بمثابة الحلم، إلى جانب توفير النقل المدرسي لتلاميذ المناطق النائية لحمايتهم من خطر الطرقات.
من جهة أخرى فإن سكان حي «خرازة» يتأملون خيرا في المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، جمال الدين بريمي، والذي تفاجأ خلال زيارة تفقدية لها بالواقع المعيشي لسكانها، بسبب انعدام التهيئة بها، حيث لم يتوان في تصنيفها ضمن «مناطق الظل»، مشددا على ضرورة العمل الميداني وفتح باب الحوار بين سكان الحي والسلطات المحلية، والاستماع لانشغالاتهم والتكفل بها، مطالبا بالتسريع من وتيرة انجاز المشاريع المتأخرة.
ويعاني سكان حي «خرازة» ببلدية وادي العنب، والذين استنجدوا في عديد المرات بالولاة السابقين للنظر في وضعيتهم التي أسموها بـ»المزرية» من غياب التهيئة لبعض المرافق التربوية والترفيهية على غرار الملاعب الجوارية، وانعدام المساحات الخضراء، إلى جانب تذبذب التزود بالكهرباء والغاز والماء الشروب، وغياب المرافق الصحية..
هذا الحي الذي نقلت «الشعب» انشغالات سكانه، منذ ما يقارب الأربع سنوات، تعود إليه مرة أخرى لتقف على ذات النقائص، وتعيد نقل صرخة سكانه الذين يطالبون بتحسين وضعية الطرق المهترئة، وتهيئة الشوارع، فضلا عن توفير الإنارة العمومية شبه المنعدمة، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وقنوات الصرف الصحي.
وإلى جانب ذلك يشتكي السكان من إنتشار النفايات في مختلف أرجاء الحي، بسبب غياب حاويات القمامة، ما نجم عنه الرمي العشوائي للقاذورات، وهو ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات السامة، والتي باتت تشكل خطرا على صحة القاطنين بهذا الحي.