طباعة هذه الصفحة

أحزاب تدعو إلى تعزيز اللّحمة الوطنية وتستنكر:

تصريحات لوبان تقطر حقـدا على الجزائــر المستقلّــة

زهراء ــ ب

 استنكرت الطّبقة السياسية في الجزائر «بشدّة» تصريحات رئيسة اليمين المتطّرف الفرنسي مارين لوبان الأخيرة، واعتبرتها سلسلة أخرى من هجمات أذناب فرنسا الاستعمارية التي لازال استقلال وسيادة الجزائر وحريتها يقلقها ويثير أبواقها المتطرفة لهدم أي محاولة بناء علاقات بين البلدين تقوم على الاحترام والمصالح المشتركة.
تابع حزب جبهة التحرير الوطني باستنكار شديد التصريحات العدائية المتكررة لليمين المتطرف في فرنسا، ضد الجزائر ومؤسساتها الرسمية، وقال في بيان له تحوز «الشعب» على نسخة منه، «إن التهجم الجديد لمسؤولة التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، يؤكّد مرة أخرى، العقدة التاريخية لجزء من الطبقة السياسية في فرنسا تجاه الجزائر المستقلة».
واستطرد قائلا: «كان الأحرى بمسؤولي اليمين المتطرّف أن يخجلوا من احتجاز بلادهم لرفات وجماجم المقاومين الجزائريين لمدة فاقت 170 سنة، في صورة تعكس الوجه الحقيقي لبشاعة الاستعمار».
وأوضح الأفلان، أنّ حزب قوى اليمين المتطرف في فرنسا لم يتحرك بسبب استرجاع بلادنا لرفات عدد من قادة المقاومة الشعبية فحسب، بل حرّكه الاحتفاء الرسمي والشعبي في الجزائر بعودة الشهداء، وهي المراسم ذات الدلالة التي خصّصتها الجزائر، رئيسا وجيشا وشعبا، لرفات الشهداء الأشاوس وكانت رسالة قوية ومؤلمة لقوى اليمين المتطرف وأذنابه، الذين رأوا فيها تعبيرا صريحا وتأكيدا متجدّدا على أن الوفاء لميراث الشهداء عقيدة راسخة وغير قابلة للنسيان لدى الجزائريين، جيلا بعد جيل.
ودعا الأفلان جميع الأحزاب والجمعيات وتنظيمات المجتمع المدني، وكل القوى الحية في المجتمع، إلى الانتباه لما يحاك ضد بلادنا، من تآمر وتطاول، والعمل معا لصيانة الجبهة الداخلية وتعزيز اللحمة الوطنية، وتجاوز جميع الخلافات والحسابات، خاصة في هذه المرحلة، التي تنهض فيها بلادنا من جديد، مطالبا جميع الفعاليات، بتعبئة سياسية وثقافية وفكرية شاملة من منطلق بيان أول نوفمبر، الذي وحّد الجزائريين قبل 58 عاما، لاسترجاع السيادة الوطنية، ودحر الاستعمار وعملائه.
من جهته شجب حزب التجمع الوطني الديمقراطي، تصريحات رئيسة اليمين المتطرّف الفرنسي «غير المسؤولة»، وقال إنّها «تقطر حقدا وضغينة على الجزائر واستقلالها».
واعتبر سخريتها من مطالبة الجزائريين فرنسا بالاعتذار دليل آخر للنزعة العدائية ضد بلد مستقل، كان الفضل لأبنائه مكرهين في الدفاع عن شرف فرنسا في كل حروبها، بينما كان لوبان وأوساريس وبيجار وبيجو يمارسون أبشع أنواع القتل والتعذيب والنفي في الحق الشعب الجزائري، لتستمر العائلة الحاقدة في التباهي بماضيها الأسود، وتسدي نصائح للجزائريين وكأنها لا تعلم أن زمن الوصاية ولّى الى غير رجعة.
أما حركة البناء الوطني، فقالت على لسان رئيسها عبد القادر بن قرينة، إن «التّصريحات الأخيرة لرئيسة اليمين المتطرف الفرنسي، التي يعرف الجميع مدى عداوتها للعرب والمسلمين وللجزائريين خصوصا، والتي تتهجم فيها على الجزائر، تؤكد مرة أخرى أن مقاومة وكفاح الشعب الجزائري الثائر من أجل استقلاله وسيادته وحريته لازال يقلق ويزعج فرنسا الاستعمارية ويثير أبواقها المتطرّفة».
وأضاف أنّ «مثل هذه التصريحات الاستفزازية، والتي نرفضها ونستهجن عدم اتخاذ أي موقف من النخب الفرنسية تجاهها، لن تزيد الشعب الجزائري المكتوي بنار المستعمر الغاشم، الذي لم يترك بعد 132 سنة غير الدمار  والخراب والأمية واليتم، وضحايا التّجارب النّووية وتاريخ مثقل بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، إلاّ قوة ووحدة وإصرارا في عزمه على المضي قدما في بناء الجزائر الجديدة بتمتين الجبهة الداخلية في ظل الوفاء لخيار شهداء المقاومة الأبرار، وقيم الثورة المجيدة ومشروع نوفمبر مشروع الأمة الجزائرية».