أثارت ظاهرة فقدان حاستي «الشم والذوق» الكثير من الجدل، خاصة بعد ربطها بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، في حين أكد المختصون ان الكثير من الحالات المصابة بالكوفيد 19 تفقد «الشم والذوق» في حالات الإنفلونزا العادية، وفي التهابات الجهاز التنفسي.
أوضح البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية البحث وتطويره في تصريح لـ «الشعب» ان الكثير من الحالات المصابة بالفيروس التاجي يعتبر فقدان حاستي الشم والذوق من بين أعراضها، خاصة في بداية الإصابة، أين تكون المؤشر الأول لبداية المرض، مضيفا أن هناك الكثير من التدابير يجب اتخاذها في حال فقدانها منها: العزل، الغذاء الصحي، الفيتامينات، والعلاج تحت إشراف طبي.
وبخصوص عودة الحواس لعملها بعد العلاج، أكد خياطي أنها ستعود بمجرد الانتهاء من فترة العلاج المخصصة، أي تعود لعملها بعد التعافي نهائيا من المرض، وهي المدة التي تستغرق أيام قليلة، عكس ما يتداول حول الأعراض، ومدى خطورتها، واحتمال عدم عودتها.
وقال إن الاختلاف الوحيد بين الإنفلونزا العادية وفيروس كورونا، انه في حال الإصابة بأعراض فقدان حاستي الشم والذوق يمكن ان تظهر الحالة في بداية الاصابة مع حمى، هذا ما يسمى الفيروس المستجد، غير أن الانفلونزا العادية تغيب فيها هذه الحواس في ذروة الإصابة، أي عندما تصل إلى مستوى أقوى، تظهر الأعراض، وتفقد الحاستين عملهما وتعود مع زوالها.
وأضاف، أن فقدان الحاستين يرجع لأمراض كثيرة تصيب الأشخاص على غرار التهابات حادة في الجهاز التنفسي، حساسية الأنف الموسمية التي يعاني منها كثير الأشخاص»التهابات الجيوب الأنفية» وغيرها، مشيرا أنها أعراض بسيطة، ولا تستدعي القلق والتهويل الذي يحدث نتيجة تزايد الظاهرة.
وأكد أن فقدانها لا يعني الإصابة بكوفيد، لأن وجودها مرتبط بالكثير من الأعراض، على غرار الحمى الشديدة لأكثر من يوم، تعب وإرهاق كبيرين، ألم في المفاصل وبالأخص «الأطراف العلوية والسفلية، «بالإضافة إلى الصداع القوّي أحيانا هذه الأعراض تجعل الحالة مشكوكا فيها، وغير ذلك يقول مجرد وسواس بسبب ارتفاع حصيلة الإصابات.
وحذّر من التهاون في حالة الإصابة بهذه الأعراض والشك عند لقاء أشخاص مصابين بالفيروس، حيث يجب اللجوء في هذه الحالة إلى التحليل البيولوجي الذي يجرى على مستوى المستشفيات، وفي بعض المخابر الخاصة التي حصلت على تسهيلات من طرف الوزارة الوصية لتخفيف الضغط على المصالح المختصة، والقيام بأكبر عدد من التحاليل.
تساؤلات ومخاوف بعد ارتفاع الإصابات
أصبحت ظاهرة فقدان حاستي» الشم والذوق» تطرح بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي، وفي مواقع الصحة، بسبب تزايد المخاوف من الإصابة بالفيروس المستجد، حيث سارع المصابون بالأعراض إلى طرح تساؤلات على المختصين، كون أن الأمر وصل حد معاناة عائلات بأكملها.
وطرحت إحدى السيدات سؤال حول إصابة أمها بالعرض منذ ثلاث أيام،ليقول آخر ان العائلة بأكملها تعاني الأعراض المذكورة، في حين طرح آخرون المشكل الذي يبقى وسواس كونه يأتي ويذهب دون استمرار العرض، ليجيب بعض الأطباء ومن عايشوا المرض، إلى ضرورة التأكد من الأعراض الأخرى المصحوبة لهذين العرضين، قبل الشك في الإصابة بالفيروس.