الحجر لن يحقق النتائج المرجوة في غياب الوعي
أكدت أخصائية أمراض الحساسية والمناعة، الدكتورة منى بوعشة، أن الجزائر تعيش موجة ثانية شرسة من وباء كورونا جراء عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة، خاصة على مستوى بعض الولايات التي اتخذ فيها قرار إعادة فرض الحجر الصحي مجددا نظرا لتفشي الفيروس بشكل رهيب، محذرة من استمرار التهاون والاستهتار في التعامل مع هذا الوباء، كون الحجر الصّحي الجزئي أوالشامل لن يحقق النتائج المرجوة في غياب الوعي.
وصفت أخصائية المناعة في تصريح خصّت به «الشعب»، الوضعية الوبائية في بعض المدن الكبرى على غرار سطيف وقسنطينة والجزائر العاصمة والبليدة ووهران بـ «الخطيرة»، والدليل على ذلك الأرقام اليومية المرعبة التي تستدعي ـ على حد قولها ـ اتخاذ قرارات صارمة ومتابعة تطبيقها على أرض الواقع بغرض التقليل من انتشار الفيروس ومحاولة احتواء الوضع، مشيرة إلى خطورة التجمعات في الأسواق والأعراس والجنائز، نظرا للكارثة التي يمكن أن تخلفها في نشر العدوى بسرعة من شخص إلى آخر.
وترى الدكتورة بوعشة، أن التخفيف من إجراءات الغلق لا يحقق النتائج المرجوة وأنه كان من المستحسن فرض الحجر الصحي الشامل على المناطق التي شهدت أولى الإصابات بالفيروس «كالبليدة والجزائر العاصمة «قبل تفشيه في ولايات أخرى، موضحة أن التحكم في انتشار الوباء في الوقت الراهن بات أمرا صعبا،ولكن ليس مستحيلا في حال تضافر جهود الجميع وتحمل كل شخص مسؤوليته، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بقواعد الوقاية كارتداء الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي والنظافة اليومية.
ضغط يومي وحالة نفسية صعبة
بحسب الدكتورة بوعشة، فإن الطاقم الطبي على مستوى جميع الهياكل الصحية سواء التابعة للقطاع العام أوالخاص يعيش ضغطا يوميا وحالة نفسية صعبة بعد تدهور الوضع الوبائي بسبب اللامبالاة بخطورة الفيروس الذي راح ضحيته ما يقارب الألف شخص، منذ بداية الجائحة، من بينهم أطباء ومختصون واجهوا الفيروس في الخط الأمامي وساهموا في إنقاذ العديد من المرضى، ولكنهم فقدوا حياتهم بسبب الإصابة التي نالت منهم، وهم في غمرة أداء واجبهم المهني لمساعدة المصابين بالفيروس.
ودعت أخصائية أمراض الحساسية والمناعة المواطنين إلى الوقوف إلى جانب عمال الصحة من أطباء وممرضين لم يتأخروا في مد يد العون للنظام الصحي في أصعب مرحلة تمر بها الجزائر بالرغم من قلة الإمكانيات ووسائل العلاج والحماية، موضحة أن المساعدة تكون من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية باعتبارها الحل الوحيد لمكافحة هذا الوباء والحفاظ على سلامة الجميع، خاصة الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس.
نظام المناعة يحدد درجة الإصابة
وأوضحت الدكتورة بوعشة، أن مناعة الجسم تحدد درجة خطورة الإصابة بفيروس كورونا وتختلف من شخص إلى آخر، ولكن يبقى الجميع معرضا لالتقاط عدوى الفيروس بغض النظر عن ضعف أوقوة النظام المناعي.
وأضافت في ذات السياق أن مضاعفات فيروس كورونا المستجد تمس الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف غير قادر على محاربة الفيروسات،ويتعلق الأمر على العموم بكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي والقصور الكلوي والخاضعين إلى جلسات العلاج الكيميائي، والمدخنين.
وقدمت الدكتورة بوعشة توضيحات فيما يخص استعمال المكملات الغذائية لتقوية نظام المناعة ضد فيروس كورونا قائلة: «استهلاك الفيتامينات والمعادن لا يشكل خطرا على صحة الأشخاص على العموم، إلا بالنسبة لبعض الحالات،ويساعد على تعزيز وتقوية الجهاز المناعي»، مشيرة إلى أن البروتوكول الموجه لعلاج المصابين بفيروس كورونا يساهم في الحد من المضاعفات وتفادي انتقال الفيروس من الأنف إلى الرئة.