هوّنت قوات حكومة الوفاق الوطني اللّيبية من أضرار القصف الذي نفّذه طيران داعم للواء المتقاعد خليفة حفتر على قاعدة الوطية الجوية (غربي البلاد)، وقدّمت توضيحات بشأن عملية محتملة لاستعادة مدينة سرت وقاعدة الجفرة، في حين عبّرت الأمم المتحدة عن خشيتها من تصعيد عسكري جديد في ليبيا.
قال المتحدث الإعلامي باسم عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق مصطفى المجعي، إنّه لم تحدث إصابات في القصف الذي استهدف مساء السبت قاعدة الوطية (140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس)، وما تمّ استهدافه لا قيمة عسكرية له.
وأضاف المجعي أن سيطرة قوات الوفاق على مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) وقاعدة الجفرة (وسط ليبيا) لها خطط عسكرية مختلفة تتعلق بكيفية تأمينهما، بعد ما وصفه بالتحرير، مؤكّدا أن ذلك سيستغرق وقتا بسبب اتّساع المساحة الجغرافية.
وتابع أنّ هدف قوات حكومة الوفاق الآن هو السيطرة على كامل التراب الليبي، وليس فقط دفع ما وصفه بالعدوان عن طرابلس.
طيران متطوّر
عن قصف قاعدة الوطية التي استعادتها قوات حكومة الوفاق منتصف ماي الماضي، قال وكيل وزارة الدفاع الليبية صلاح النمروش إن الطيران الذي استهدفها متطور جدا، ولا يمكن أن يملكه حفتر إلا إذا زوّدته به جهة أجنبية.
وكانت الغارة، نقلا عن مصادر ليبية، نُفّذت بواسطة طائرتين حربيتين، وقعت بعد يومين من زيارة لوزير الدفاع وقائد الأركان التركيين للعاصمة الليبية، بحث خلالها الطرفان زيادة التعاون العسكري بينهما، في حين قال مسؤولون ليبيون إن تركيا ستساعد بلادهم في بناء جيش وطني.
تحذير من تصعيد عسكري
وفي نيويورك، عبّر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق من الهجوم الذي استهدف قاعدة الوطية الجوية في ليبيا.
وقال دوجاريك إن هذا الهجوم، ومعه التصعيد الخطابي بين الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية؛ من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد عسكري قد يضاعف المخاطر على السكان المدنيين.
وكانت حكومة الوفاق قالت إن قصف قاعدة الوطية دليل على أن الدول الداعمة لحفتر ماضية في الحل العسكري، ولا تريد حلا سياسيا للأزمة الليبية.
دولة مدنية
في السياق، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج إن الليبيين يتطلعون لبناء دولة ٍمدنية ٍديمقراطية عبر مسار سياسي يفضي إلى انتخابات نزيهة.
وأضاف السراج، أن الليبين يتطلعون لبناء دولتهم المدنية بعيدا عن المناورات التي تستهدف إطالة الفترة الانتقالية خدمة لمصالح شخصية.
مقابر جماعية
على صعيد آخر، أعلنت وزارة العدل في حكومة الوفاق الليبية العثور على مقبرة جماعية جديدة بالضواحي الشمالية لمدينة ترهونة (80 كيلومترا تقريبا جنوب شرق طرابلس)، التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر حتى الشهر الماضي.
وأضافت الوزارة، أن اللجنة المختصة بالمقابر الجماعية تواصل أعمال البحث واستخراج الجثث المدفونة إلى حين الانتهاء من كافة الأماكن المحددة لذلك.
وكان رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين التابعة لحكومة الوفاق، أكد في وقت سابق أن إجمالي الجثث التي انتُشلت من المقابر الجماعية في ضواحي طرابلس الجنوبية وترهونة بلغ 219 جثة.
ألغام تقتل الأبرياء
في ما يتعلق بالألغام، أعلنت قيادة عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق إصابة مواطن جراء انفجار لغم في منطقة عين زارة جنوب العاصمة طرابلس.
وفي بيان أصدرته أمس، قالت رئيسة البعثة الأممية في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، إن الألغام التي زرعتها قوات حفتر وداعموها تسببت خلال الشهرين الماضيين في مقتل وجرح 138 شخصا بينهم عاملون في مجال نزع الألغام.
التّحقيق في جرائم حفتر
قال الناطق باسم وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد القبلاوي، إن المحكمة الجنائية الدولية وافقت على طلب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج بإرسال فريق للتحقيق في الجرائم التي شهدتها ترهونة وجنوب العاصمة طرابلس.
وأضاف الناطق باسم خارجية الوفاق: «المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية فاتو بنسودا تتوقع بدء مهمة الفريق في النصف الثاني من جويلية، وتؤكد ضرورة التعاون مع السلطات الليبية».