أدى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، اليمين الدستورية لمباشرة مهامه رئيسا للبلاد لعهدة جديدة تمتد إلى غاية 2019، عملا بمقتضيات المادتين 75 و76 من الدستور، بحضور الإطارات العليا في الأمة، شخصيات سامية، ممثلي البرلمان بغرفتيه، قيادات من الجيش الوطني الشعبي والشرطة، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.
في قصر الأمم بنادي الصنوبر غرب العاصمة، وأمام مرأى ومسمع العالم أدى رئيس الجمهورية بلغة سليمة وواضحة ـ عكس ما كان ينتظره البعض ـ اليمين الدستورية وفق ما تقتضيه المادتين 75 و76 من الدستور الجزائري، ليباشر بعد ذلك مهامه رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لعهدة جديدة.
وقبل ذلك وفي حدود الساعة الـ10:40 صباحا كان الرئيس بوتفليقة قد وصل إلى بهو قصر الأمم، حيث أدت له التحية فرق الحرس الجمهوري، ومختلف تشكيلات الجيش الوطني الشعبي في استعراض جميل، تحت نغمات أدتها بإتقان الفرقة لنشيد “من جزائرنا”، تابعنا تفاصيله من داخل قاعة المؤتمرات حيث نصبت ثلاث شاشات عملاقة نقلت الحدث، لينتقل بعدها إلى قاعة المؤتمرات حيث كان ينتظره رئيس المحكمة العليا والإطارات العليا والشخصيات السياسية، والوطنية لمباشرة مراسم أداء اليمين الدستورية.
ومن بين أبرز الوجوه التي كانت حاضرة في قاعة المؤتمرات، رؤساء الحكومة السابقين ويتعلق الأمر بعبد العزيز بلخادم، أحمد أويحيى، وعبد المالك سلال، إضافة إلى نائب وزير الدفاع قايد صالح ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع الوطني والشرطة والدرك، كما حضر المترشحون للانتخابات الرئاسية لويزة حنون وبلعيد عبد العزيز، ورؤساء أحزاب تحسب نفسها من المعارضة على غرار رئيس حزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد، كما شارك أيضا في المراسم فنانون أبرزهم المغني العالمي الشاب خالد.
وبدأت مراسم أداء اليمين الدستورية في حدود الساعة الـ11:00 صباحا بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم تلاها الشيخ عبد القادر بوشريط، ليتقدم رئيس المحكمة العليا سليمان بودي ويدعو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لأداء اليمين الدستورية عملا بأحكام المادة 75 من الدستور التي تنص “يؤدي السيد رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة خلال الأسبوع الذي يلي انتخابه ويباشر مهمته فور أداءه اليمين”.
وردد رئيس الجمهورية وبعربية فصحى وواضحة، نص اليمين الدستورية المتضمنة في المادة 76 من الدستور، حسب النصّ الآتي: “بسم الله الرّحمن الرّحيم وفاء للتّضحيات الكبرى، ولأرواح شهدائنا الأبرار، وقيّم ثورة نوفمبر الخالدة، أقسم باللّه العلي العظيم، أن أحترم الدّين الإسلامي وأمجّده، وأدافع عن الدّستور، وأسهر على استمرارية الدّولة، وأعمل على توفير الشّروط اللاّزمة للسّير العادي للمؤسسات والنظّام الدّستوري، وأسعى من أجل تدعيم المسار الدّيمقراطي، وأحترم حرّية اختيار الشّعب، ومؤسسات الجمهورية وقوانينها، وأحافظ على سلامة التّراب الوطني، ووحدة الشعب والأمة، وأحمي الحرّيات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وأعمل بدون هوادة من أجل تطوّر الشعب وازدهاره، وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة والحرّية والسّلم في العالم. واللّه على ما أقول شهيد”.
وفي كلمة مقتضبة عقب أداءه اليمين الدستورية، أعرب رئيس الجمهورية عن شكره للشعب الجزائري الذي “شرفه” بأغلبية أصواته، كما نوه بالسكينة التي جعلت –كما قال- موعد الـ17 أفريل عرسا للديمقراطية، وحيا المترشحين الآخرين، فيما أشاد بأعوان الدولة في صفوف الجيش الوطني الشعبي، ومصالح الأمن، والوظيف العمومي، الذين سهروا على تنظيم الاقتراع وتأمينه وضمان حسن سيره.
ولم يفوت الرئيس بوتفليقة الفرصة، ليشكر كذلك المنظمات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية على قبولها دعوة الجزائر بإرسال ملاحظيها ليشهدوا على الظروف التي جرى هذا الموعد الانتخابي في كنفها.
وصفق المشاركون بقوة ودون انقطاع للرئيس بوتفليقة، فيما ارتفعت أصوات الزغاريد والفرحة داخل القاعة لتختتم مراسم اليمين الدستورية بالنشيد الوطني الذي أدته فرقة الحرس الجمهوري.