الجهاز أنقذ مرضى وخفف عن المصالح الاستشفائية
دق أطباء ناقوس الخطر حول تطور الأزمة الوبائية في الجزائر، خاصة بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات بفيروس كورونا، مشيرين الى أهمية الاستعانة بأجهزة السكانير لتشخيص الفيروس كون فحوصات «بي سي ار» ما تزال غير كافية لتشخيص جميع الحالات المشتبه فيها على المستوى الوطني، في ظل تفشي انتشار الفيروس بشكل أكبر من السابق .
يأتي رد فعل الأطباء بعد قرار وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات الخاص بتطبيق استعمال المصورة الطبية «السكانير» لمتابعة حالة المرضى بعد خضوعهم للتحاليل العيادية، وعدم اعتماده لتشخيص الفيروس لدى الحالات المشتبه في اصابتها ،باعتباره لا يعطي نتائج حقيقية حول الإصابة عكس اختبار «بي سي آر «الذي يساهم في تحديد النتائج بكل دقة .
وأثار ايقاف تشخيص فيروس كورونا بأشعة السكانير،جدلا واسعا وانتقادات كبيرة وسط الاطباء والمختصين الذين عبروا عن رفضهم لهذا القرار، موضحين أن المخابر التي تم استحداثها لتشخيص الفيروس في بعض الولايات لا تساهم الى حد الآن في تغطية العدد الحقيقي، نظرا لتزايد الحالات المشتبه في اصابتها بفيروس كورونا ،والدليل على ذلك الضغط الكبير الذي تعيشه مصالح المستشفيات ،حيث لم تعد قادرة على استيعاب جميع المرضى المتوافدين عليها للقيام بالتشخيص .
ويرى بعض الاطباء في تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن منحنى الازمة الوبائية في ارتفاع مستمر ويمكن أن يصل الى مستويات قياسية خلال الأيام القادمة في حالة ما إذا بقيت عملية مواجهة الوباء متواضعة والتعامل مع مكافحة هذا الفيروس بنفس الطريقة المعتدلة ،زيادة على استهتار المواطنين الذي تسبب في تفشي الوباء .
واعتبر العديد من الأطباء إجراء اختبار كورونا باستعمال جهاز سكانير ساهم فعلا في الكشف عن عدد من الإصابات المؤكدة وقدم خدمة إضافية للمصالح الاستشفائية حتى تشرع مباشرة في عزل المصاب وإخضاعه للعلاج خاصة وأن تقنية السكانير للكشف عن كورونا تظهر نتائجها في ظرف خمس دقائق، وهي من التقنيات الفعالة التي تسمح بالتحكم أكثر في الوباء عوض الانتظار الطويل لنتائج التحاليل.
من جهته أوضح الدكتور عبد الرحمان محمدي ،طبيب عام بمستشفى البليدة معلقا عن إلغاء التشخيص باعتماد السكانير في صفحته عبر موقع «الفايسبوك »أن هذه الوسيلة ساهمت بشكل كبير في توجيه التشخيص وساعدت على فحص أغلب الحالات التي خضعت مبكرا للعلاج وشفيت من المرض مشيرا الى أن حوالي ثلاثة أرباع الحالات التي تم تشخيصها عن طريق الأشعة كانت إيجابية في اختبار «بي سي آر» .
وأضاف محمدي أن إلغاء التشخيص باعتماد الأشعة من المفروض أن يتم عند توفير اختبارات «بي سي آر » بشكل كافٍ يسمح بتشخيص كل حالة مشكوك في إصابتها على مستوى جميع الولايات خاصة وأن عدد الاصابات في تزايد مستمر ومن الممكن -على حد تعبيره -أن نجد أنفسنا أمام عدد هائل من المصابين في مراحل متقدمة من المرض ويصبح التكفل بالمرضى أكثر صعوبة.