تتربع المساحة المنتجة لحقول الزيتون بولاية معسكر على 11300 هكتار، حيث توقعت المصالح الفلاحية أن تتراوح كمية الإنتاج الكلي للموسم الحالي بين 440,7 و 485,9 ألف قنطار من الزيتون، علما أن 97,5 ٪ من الإنتاج السنوي يوجه للتصبير، و ما تبقى يخصص للعصر واستخراج زيت الزيتون بمردود يقل عن هكتولتر لكل قنطار من الزيتون، وقد سجلت ذات المصالح إنتاج أكثر من 498973 قنطار للموسم الحالي وجه أكثر من 10 ألاف قنطار منه للعصر، مقدرة ارتفاعا نسبيا في الكمية المحصل عليها في حملة الجني والتي تجاوزت توقعات المصالح الفلاحية بمعسكر .
ام الخير.س
وفي نظرة لوضعية زراعة الزيتون بولاية معسكر لا مفر من الاعتماد على لغة الأرقام ، المستقاة من مختلف مصالح القطاع الفلاحي، والتي تؤكد في مجملها أن زراعة الزيتون قد عرفت خلال العقدين الماضيين تطورا ملحوظا تجاوز نسبة ١٠٠٪ حيث ارتفعت المساحة الإجمالية المغروسة بأشجارالزيتون من 7000هكتار عام 1999 إلى 15000هكتار حاليا، منها 11300هكتار دخلت مرحلة الإنتاج، بحيث أن التطور المسجل في هذه الزراعة سمح لولاية معسكر من احتلال الريادة في مجال إنتاج زيتون المائدة والمرتبة الثانية من حيث إنتاج زيت الزيتون، وحسب المصالح الفلاحية بمعسكر فإن المنطقة عرفت للسنة الخامسة على التوالي تطورا ملحوظا في شعبة الزيتون بفضل سياسة الدعم المنتهجة من طرف الدولة لصالح منتجي الزيتون على أكثر من صعيد كدعم شراء الأسمدة بنسبة 20٪ ودعم اقتناء الشتلات إلى حدود 300دج للوحدة وكذا دعم السقي بالتقطير للغرس الجديد، ودعم منشآت تصبير الزيتون وعصره وغير ذلك من أشكال المساعدات المباشرة وغير المباشرة لهذه الشعبة الفلاحية، وتشير المعطيات المتوفرة حول الدعم المالي المخصص لشعبة زراعة الزيتون بولاية معسكر خلال المخطط الخماسي الأول إلى استثمارات يزيد مبلغها عن44,1 مليار سنتيم منها ما 28,2 مليار تمثل مبلغ دعم الدولة، وقد سمحت هذه المساعدات بغرس 2800 هكتار من أشجار الزيتون وتجهيز 1200هكتار أخرى بشبكات للسقي بالتقطير وإنجاز 26 وحدة لتصبير الزيتون ومعصرتين لإنتاج زيت الزيتون. أما المخطط الخماسي الثاني فرصد هو الآخر أكثر من 31 مليون دج لدعم حوالي 200 فلاح من منتجي الزيتون وتم تخصيص ربع هذاالمبلغ لغرس حقول الزيتون الجديدة، إضافة إلى تخصيص مساحة 30 ألف هكتار كحصة ولاية معسكر التي تمخض عنها برنامج الدولة في غرس مليون شجرة عبر الوطن وقد قدرت المصالح الفلاحية بمعسكر أن مساحة 311 هكتار فقط تم غرسها بالتنسيق مع محافظة الغابات وكذا مبادرات الفلاحين، بالرغم من التحفيزات المقدمة للفلاحين الذين يبقى عزوف القلة منهم بعيدا عن مبررات المنطق، إضافة إلى انتعاش زراعة الزيتون بالمنطقة التي عرفت قفزة نوعية في الفترة الأخيرة بفضل المشاريع المحققة التي استفادت منها الولاية على غرار تهيئة المحيط المسقي بسيق المعروفة بحقول الزيتون الشاسعة وكذا نوعية المنتوج الذائع الصيت “سيقواز” .
450 مليار سنتيم للتجديد الكلي لشبكة الري
ومن أهم المشاريع التي استفاد منها قطاع الفلاحة بولاية معسكر عامة، ومنتجو الزيتون بمنطقة سيق على وجه الخصوص، التجديد الكلي لشبكة السقي بمحيط سيق عبر قنوات تحت أرضية مما يعيد الاعتبار لـ 4993 هكتار من حقول الزيتون في المنطقة، حيث رصدت الدولة مبلغ 450 مليار سنتيم لتمويل هذا المشروع الذي أشرف سلال على وضعه في الخدمة خلال زيارته لولاية معسكر، ويعد المشروع الذي انتظره فلاحو المنطقة باب فرج يعلق عليه الفلاحون آمالا عريضة حسبما أكده لنا العربي غافور رئيس جمعية منتجي الزيتون بولاية معسكر، مشيرا إلى أن شبكة الري الجديدة لمحيط سيق، تكفي احتياجات منتجي الزيتون الذين يزيد عددهم عن الألف بمنطقتي سيق وعقاز، وأن توفير المياه من شأنه أن يحفز الفلاحين على غرس الجيوب الشاغرة في محيط سيق المسقي بأشجارالزيتون .
وما من شك في كون المساعدات وأشكال الدعم المختلفة المخصصة لشعبة الزيتون ، قد شجعت على انتشار هذه الزراعة التي كانت منحصرة في محيط سيق المسقي الذي مازال يستحوذ لوحده على ربع المساحة المغروسة بالزيتون في الولاية، بينما تتوزع بقية المساحة على مناطق أخرى مثل مناطق الحشم، تيغنيف، وادي التاغية، عين افكان، البنيان، وحتى عاصمة الولاية معسكر، غير أن وحدات تصبير الزيتون وتخليله وكذا معاصره تبقى حكرا على منطقة سيق، وزيادة على الحاجة إلى الاستثمارات في الصناعة التحويلية الغذائية التي يطرحها منتجوا الزيتون، تفتقر المناطق الناشئة في مجال زراعة الزيتون وإنتاجه إلى تحديث وسائل العمل في جميع مراحل الإنتاج بدءا بتوفير الشتلات، ووسائل السقي الحديثة، وعتاد رش الأدوية والمبيدات القادرة على إيصال المعالجة إلى وسط الأشجار الكثيفة الأغصان وكذا أدوات وآلات جني الزيتون التي لا تلحق الضرر بالأشجار، علاوة على تكوين اليد العاملة المؤهلة في تقليم أشجار الزيتون وتهجينها، حيث تعد اليد العاملة المؤهلة في شعبة الزيتون شرطا أساسيا في ترقية المنتوج .