تظاهر آلاف الفلسطينيين ضد مخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مؤكدين رفضهم الخطة التي دخلت أمس حيز التنفيذ.
كانت إسرائيل أعلنت عن نيتها ضم مستوطناتها في الضفة الغربية، بالإضافة إلى منطقة غور الأردن الاستراتيجية، كجزء من الخطة الأميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط.
رفع المتظاهرون الذين لبوا دعوة الفصائل الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها عبارات مثل «لا لضم الضفة والأغوار، فلسطين سنحررها بالدم»، ورددوا هتافات تدعو إلى «إسقاط» مخطط الضم.
وصرح القيادي في حركة حماس إسماعيل «نقول لهذا المحتل إن بركانا سيفتح على هذا الكيان الصهيوني وإنه يتحمل كامل التداعيات عن هذه الحماقة وهذه الجريمة الجديدة».
ودعا رضوان السلطة الفلسطينية إلى «سحب الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني، وصولا إلى إنهاء التنسيق الأمني بشكل عملي بل والمواجهة الشاملة مع هذا الاحتلال».
وإلى جانب رضوان، شارك في المظاهرة قادة الفصائل ومن بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وأمين سر حركة فتح في قطاع غزة أحمد حلس.
إنهاء الانقسام و تفعيل المقاومة
من جهته، قال المتظاهر رفيق عناية «تجمعنا في هذا المكان من أجل الاحتجاج على عملية الضم». وأضاف «نواجه هذه العملية بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام .. لا بد أن نفعّل المقاومة، إسرائيل لا تهاب إلا القوة».
واحتلت إسرائيل في 1967 الضفة الغربية التي يعيش فيها الآن نحو 450 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات بنيت على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم حوالي 2,8 مليون نسمة.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية في القطاع في بيان تلي في التظاهرة أن قرار الضم تهديد وجودي لشعبنا الفلسطيني ويفسح المجال أمام انفجار شامل وانتفاضة جديدة».
وأضافت «لن يصمت شعبنا، وستنطلق موجة كفاح شاملة، شعبنا قدم تضحيات جساما على مدى العقود الطويلة دفاعًا عن حريته وأرضه وكرامته»، مطالبا بملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق شعبنا».
وفي الضفة الغربية المحتلة، شهدت مدن رام الله وأريحا ومنطقة غور الأردن تظاهرات أمس .
انتقادات دولية
وفي الوقت الذي دعمت الولايات المتحدة ضمنيا مخطط الضم، فإن معظم المجتمع الدولي يعارضه وبشكل صريح.
وفي السياق ناشد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون إسرائيل متوجها لها بصفة صديق بعدم ضم مستوطنات الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الذي يعتبر من أشدّ المدافعين عن الكيان الصهيوني، إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، محذرا من أن لندن لن تعترف بأي تغييرات في خطوط 1967 باستثناء المتفق عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف جونسون أن «الضم سيشكل انتهاكا للقانون الدولي... وسيكون أيضا هدية لأولئك الذين يريدون إدامة القصص القديمة عن إسرائيل».
وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن الضم سيهدد التقدم، الذي أحرزته إسرائيل في تحسين العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي.
وتبدي كلّ الدول العربية أيضا معارضة شديدة للمشروع على الرغم من تحسن علاقات بعضها مع إسرائيل.
من جانبه، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الشهر الماضي من أن الضم سيؤدي إلى «نزاع واسع النطاق» خاصة وأن منطقة غور الأردن متاخمة للأراضي الأردنية.
ويرتبط كل من الأردن ومصر بمعاهدة سلام مع إسرائيل.
واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه هذا الأسبوع، مخطط الضم «غير شرعي» محذرة من أن العواقب قد تكون «كارثية».