أصدرت الأكاديمية الجزائرية لعلوم أمراض الحساسية عددا خاصا من مجلتها الدورية، تناول موضوع كوفيد 19 شرح فيها خبراء جزائريون وأجانب كل الجوانب المتعلقة بهذه الأزمة الصحية العالمية، يقدّم هذا العدد الخاص نظرة شاملة تناولت بالتفصيل الآليات المرضية المناعية للعدوى، التشخيص، العلاجات وإدارة الوفيات، مركّزة في ذات السياق على اليقظة وضرورة المرافقة النفسية من أجل عودة تدرجية للحياة الطبيعية.
أكّد رئيس الأكاديمية الجزائرية لعلوم أمراض الحساسية البروفيسور رضا جيجيك في افتتاحية المجلة، أنّ العالم اليوم أمام واحدة من أخطر الأزمات الصحية في تاريخه بسبب فيروس جديد هو كوفيد 19، ما وضع جميع الأنظمة الصحية عبر العالم تحت ضغط غير مسبوق وفي حالة استنفار قصوى، خاصة وأن الوباء يؤثّر بشكل خاص على القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي والدم.
وكتب جيجيك أنّ هذه العدوى الجديدة مع معدل وفيات مرتفع إلى حد ما،وفي غياب العلاج دفعت الباحثين إلى تطبيق الأساليب العلاجية المبكرة المضادة للفيروسات والمضادة للالتهابات في انتظار ابتكار لقاح ، مضيفا أن الوضع الصحي أثّر على الصحة العقلية للسكان، حيث ظهرت حالات اكتئاب وقلق وخوف من الفيروس والمستقبل، ما استوجب اتباع رعاية نفسية تسمح بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية.
عن الوضعية الوبائية في الجزائر، نشرت المجلة إنّه ومنذ إعلان حالة «طوارئ الصحة العامة الدولية»، اتخذت الجزائر على غرار باقي دول العالم خطط تنبيه واستجابة لمكافحة ومجابهة انتشار عدوى كوفيد 19، حيث تم كشف الوضع الوبائي في الجزائر في 30 أفريل من خلال دراسة تعتمد على تحليل البيانات بشكل رئيسي على حالات الإصابة التي أكدها اختبار PRC « » المعتمد في الكشف عن حالات الإصابة الجديدة.
ومنذ تاريخ 6 أفريل تمّ اعتماد التصوير المقطعي المحوسب للصدر للكشف عنها، أين أثبتت الدراسة أن معدل الإصابة الوطني هو 9.4 حالات لكل 100،000 من السكان، كما لوحظ أن الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 سنة فما فوق هم أكثر المتوفين بالكوفيد 19.
وأكّد المختصون الذين كتبوا بالتفصيل عن الحالة الوبائية في الجزائر، أن اليقظة ما زالت ضرورية لتجاوز هذه الأزمة الصحية، لأن البلد لا يزال في مرحلة نشطة للوباء، وأكّد المختصّون أنّ الحجر ساهم في الحد من انتشار فيروس كورونا بين السكان، مقللا في ذات الوقت من سرعة انتقال العدوى بين المناطق، ودعوا إلى نشر استراتيجيات أخرى لبلوغ نتائج أحسن بما فيها البحوث، وعزل مواضع الاتصال لتعزيز الاستجابة.
وحسب المختصين وبالنظر إلى طول مدة الازمة الصحية، فقد ظهرت تداعيات اجتماعية واقتصادية وصحية لا تتحملها كل البلدان، لذا تم التفكير في استراتيجيات جديدة في انتظار توفر اللقاح المناسب لعلاج كوفيد 19 أو الحد من انتشار العدوى بين السكان، وطالب المختصون بإعادة إحياء البرامج الوطنية للصحة بما في ذلك التطعيم، واستئناف انشطة الرعاية التي تم تخفيضها خلال الفترة الممتدة من مارس الى أبريل، كما أوصوا بمواصلة مكافحة كوفيد 19 التي تبقى أولوية في الوقت الحالي، لكن لا يجب ان تكون على حساب المشاكل الصحية الاخرى.
وشارك في إثرائها أطباء جزائريون وأجانب من كندا، الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا، موريتانيا المغرب وتونس، بهدف إعطاء المواطن المعلومات الطبية والبحثية الكافية لإبعاده عن كل الاشاعات والمعلومات الخاطئة التي تنشر هنا وهناك، والتي غالبا ما تكون سببا مباشرا في نشر الهلع والخوف وسط المواطنين.