تعيش بلدان العالم بين مطرقة الحاجة لتحريك عجلة اقتصادياتها وإعادة فتح حدودها وأعمالها، وسندان الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، لا يُعرف على وجه الدقة مدى قوتها أو تأثيرها.
تسعى الدول جاهدة لتخطي آثار جائحة كورونا التي تسبّبت بخسائر اقتصادية كبيرة عبر إعادة فتح الأعمال والمنافذ لتحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة، مدفوعة بتقارير تسلط الضوء على التداعيات السلبية للفيروس من الناحية الاقتصادية.
فبحسب تقرير لوكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، تناول تأثير التباطؤ الاقتصادي الناجم عن وباء كورونا على الأوضاع المالية في 14 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وبريطانيا، فإنّ الجائحة ستزيد من مستويات الدين في الدول الغنية في العالم بنسبة 20 نقطة مئوية في المتوسط سنة 2020، وهو يعادل ضعف الضرر الذي تكبده الاقتصاد العالمي إبان الأزمة المالية الكبرى.
كذلك قالت مديرة صندوق النقد الدولي، إنّ الحكومات في أنحاء العالم أنفقت عشرة تريليونات دولار على الإجراءات المالية المتخذة في مواجهة الوباء وتداعياته الاقتصادية، لكن ثمة حاجة لمزيد من الجهود الكبيرة.
وأوضحت كريستالينا جورجيفا أن تقديرات جديدة تفيد بأن ما يصل إلى 100 مليون شخص قد ينزلقون إلى الفقر المدقع بسبب الأزمة، مما سيمحو مكاسب تقليص الفقر للأعوام الثلاثة الأخيرة.
ومن جانبه، توقع البنك الدولي أن يتسبب فيروس كورونا في تقلص الناتج العالمي 5.2 بالمئة في 2020، وهو ما سيكون أعمق انكماش منذ الحرب العالمية الثانية.
ودفعت هذه الأرقام السلبية عددا كبيرا من الدول لاتخاذ خطوات أو التفكير بحلول تعيد الحياة لاقتصاداتها، وسط تحذيرات من خبراء وعلماء من خطورة هذه الخطوة إذا لم تكن مدروسة على نحو دقيق، وذلك في حال ظهور موجة ثانية لوباء «كوفيد 19».
وعبّرت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها من أن عدد إصابات فيروس كورونا يرتفع من جديد في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ودول عديدة أخرى، مشيرة إلى تخوفها إزاء الأنظمة الصحية في حال لم تجر السيطرة على هذا التفشي الجديد الذي بدأ بعد رفع قيود العزل.
العلاج مكلّف
قال خبراء مسؤولون عن حملة عالمية لتطوير وتصنيع لقاح وعلاج لمواجهة فيروس كورونا إنّ طموحاتهم تتطلب ميزانية كبيرة.
وقدّمت منظمة الصحة العالمية وحلفاؤها عرضاً للحملة التي يطلق عليها اسم «آكت أكسيلريتور»، والتي تهدف إلى الحصول على لقاح مضاد لكوفيد 19، المرض الذي يسبّبه الفيروس، وأدوات العلاج للأكثر احتياجاً حول العالم، بغض النظر عن التكلفة.
وجاءت تصريحات الخبراء عشية مؤتمر للاتحاد الأوروبي لحشد الدعم والأموال للمبادرة التي تجنبتها الولايات المتحدة حتى الآن.
وقالت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إنّ المشروع في نهاية المطاف يحتاج إلى أكثر من 31 مليار دولار حتى نهاية العام 2021، من أجل اللقاحات والعلاجات والتشخيصات لمكافحة المرض الذي أصاب أكثر من 9.6 ملايين شخص، وأودى بحياة نحو نصف مليون شخص، في جميع أنحاء العالم.