طباعة هذه الصفحة

بعد فترة من استلام حي 189 بـ«بلقايد» وهران

السكـان متذمـرون من نوعيــــة الإنجاز وانعدام التهيئـة

وهران: براهمية كريمة

تمكنت عاصمة الغرب الجزائري وهران، من تشييد أقطاب سكنية هامّة، أغلبها من الصيغة الاجتماعية الموجهة للطبقات الهشة، وسكنات الترقوي المدعم الاقتصادية، والتي سعت الحكومة إلى دعمها بالملايير للقضاء على أزمة السكن وضمان العيش الكريم للمواطن.
شهد قطاع الاستثمارات العقارية خلال السنوات الأخيرة تهافت شركات البناء للاستفادة من الامتيازات الممنوحة من طرف الدولة، التي قدمت تسهيلات عديدة لهؤلاء المستثمرين، ولكن أغلبهم لم يحترموا المقاييس والمعايير الواجب تطبيقها، والمسؤوليات المختلفة لتحقيق مستويات الجودة والنوعية  المطلوبة.
سكان القطب السكني الجديد «بلقايد» التابع لدائرة بئر الجير، شرقي الولاية، وبالضبط حي 189 مسكن «ألبيا»، عبّروا عن تذمرهم الشديد من الغش الفادح في قواعد البناء، لاسيما وأنه خلال فترة التساقطات المطرية غرقت أغلب هذه السكنات في المياه عن طريق النوافذ والشرفات، ناهيك عن التحايل والغش المفضوح في بناء وتبليط الجدران الخارجية والداخلية للمساكن بمختلف العمارات، إلى جانب الأشغال الملحقة من تركيب الأبواب وتجهيز الحمامات وشبكة الإنارة والغاز وغيرها من العمليات، ما يكلف المستفيدين تكاليف باهظة لإصلاحها.
كما ندّد السكان في تصريح لـ «الشعب» بتراكم النفايات الصلبة على جوانب بعض الطرق وبالقرب من مداخل العمارات، وخاصة مخلفات البناء والهدم، مشوهة المنظر الجمالي وملحقة أضرارا بيئية خطيرة، لاسيما وأنها مشكلة من الكرتون والأخشاب والحديد والزجاج والبلاستيك والأتربة والرمال ومواد الدعم والتقوية والطوب، بعدما تحولت إلى مرتع للأفاعي والجرذان والحشرات السامة.
ويرى محدثونا بأنّ هذا الوضع يتفاقم يوما بعد آخر، دون مبالاة من قبل الجهات المسؤولة، مؤكّدين أن مشاكل التهيئة الخارجية، ستتزايد مع مرور السنين، في ظل غياب المراقبة والمتابعة وعدم التزام المرقين العقاريين بإنشاء مشاريع سكنية ذات جودة مقبولة، توفر السكن المريح، ومع أنهم راسلوا السلطات المحلية وطالبوا بوجوب استدراك النقائص، إلا أنّ تلك المراسلات لم تحمل على محمل الجد، وفق نفس المصادر.
بدورهم طالب الأطفال والشباب بخلق الملاعب ومساحات اللعب والترفيه في ظل غيابها التام، كما أنّ أغلب المحلات والفضاءات التجارية التابعة لهذه العمارات ما تزال مغلقة وبعضها مخربة من الداخل والخارج، ليتحول الحي السكني الجديد»189 مسكن» بالنسبة إليهم إلى مجمعات مراقد، شيّدت من الأسمنت والآجر دون طابع عمراني يميّزها، وهو ما أثار حفيظة قاطنيها الذين دعوا الجهات المعنية إلى التدخل العاجل، وعلى رأسهم والي وهران، وعدم التركيز فقط على الفضاءات الرياضية التي ستحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022  ببلقايد وإهمال المحيط الخارجي.