الشعب : ما هي أسباب ميولك للخط العربي من دون الفنون الأخرى ؟
عبد الرزاق قارة برنو : منذ كنت في المدرسة وأنا أعتني بتنظيم دفاتري وتحسين خطي إلى أن أتيحت لي فرصة الالتحاق بورشة الخط والزخرفة بدار الثقافة حسن الحسني بالمدية وأخذت المبادئ الأساسية لفن الخط والزخرفة على يد الأستاذ محمد فرجاني، الذي أرشدني إلى الاستعانة بكراسة تعليم الخط، للخطاط العراقي المشهور محمد هاشم البغدادي ومن ثمّة الكراريس التعليمية للخطاط الدكتور محمد بن سعيد شريفي والتي كانت أهم المراجع في تلك الفترة.
- ماذا قدم لك هذا الفن الأصيل؟
ساعدني اهتمامي وشغفي بتعلم فن الخط العربي والزخرفة في التعرف على الدكتور الخطاط محمد بن سعيد شريفي ثم الخطاط محمد بحيري من تلمسان ثم الخطاط امحمد صفار باتي من المدية والذين تعلمت منهم واستفدت من توجيهاتهم ومكنني ذلك من المشاركة في معظم الملتقيات والمهرجانات الوطنية والدولية في الجزائر وكذا خارج الجزائر، حيث كنت ضيف شرف في ملتقى الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة في دورته السادسة سنة 2014 وفي نفس السنة كنت ضيفا أيضا في ملتقى أرسيكا الأول بإسطنبول الذي جمع أشهر الخطاطين في العالم، لتتوالى المشاركات الدولية في كل من تونس والمغرب والأردن والهند وبفضل الله تعالى تحصلت على أكثر من 13 جائزة وطنية ومنها الدولية وكذا تكريمات عديدة وطنية ودولية آخرها في جانفي من هذه السنة في ملتقى فن الخط والفنون بمقاطعة جيبور بالهند، وشهر جوان الحالي تحصلت على درع التميز من خلال مشاركتي في ملتقى العقبة الدّولي الثالث للفنون الإسلامية الإلكتروني من تنظيم جمعية أمواج للثقافة والفنون بالأردن.
- كنت واحدا من الذين وضعوا بصمتهم في جامع الجزائر الأعظم حدثنا عن هذه التجربة ؟
بالإضافة إلى كل هذه التتويجات التي أتقاسم فرحتها مع عائلتي، تحصلت على أهم لقب خلال مسيرتي الخطية وهو «خطاط جامع الجزائر الأعظم» حيث نلت شرف تصميم خطوطه رفقة ثلاثة خطاطين من مدينة المدية وهم الأساتذة أمحمد صفار باتي، محمد لمين بن تركية، عبد الغني دوّخ، ونقشت هذه الخطوط على الرخام والحجر والجبس في حلة ميزتها الفن والإبداع والإتقان.
- هل أعطينا فعلا للخط العربي حقه في بلادنا؟
للأسف الشديد الفنون الإسلامية لم تحظ بالعناية اللازمة أكاديميا، حيث لا توجد مدارس متخصصة لتدريسها وتبقى المحاولات الفردية هي الملاذ للخطاط، وللدروس المنشورة في الأنترنت دور كبير في عصرنا هذا مع مبادرات جديدة هنا وهناك نثمنها وننوّه بها مثل النّادي الجزائري للخط العربي والزخرفة بالعاصمة، الذي خطا خطوات جادّة من خلال تنظيم مسابقات وطنية للخط والزخرفة، وكذا مدرسة أطياف للفنون التي شرعت في تقديم ورشات تكوينية في الفنون الإسلامية بالعاصمة، كما نشيد بالنشاطات المتعددة للمتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بتلمسان في هذا المجال.
- هل أسهمت الجمعيات الثقافية في ترقية الخط العربي ؟
نعم في بداية القرن الحالي عرف فن الخط انتعاشا على المستوى الدولي من خلال مسابقات مركز أرسيكا بإسطنبول «مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية» الذي شجع الخطاطين على تطوير أنفسهم للفوز بالجوائز والمراتب الأولى، أما على المستوى الوطني فإن نشاط الجمعيات الثقافية أسهم في تطويره ومنهم جمعية الرّاقم لفن الخط العربي بالمدية الّتي صارت قبلة للخطاطين الجزائريين والدّوليين، حيث كان لها دور كبير في ترقية فن الخطّ العربي بمختلف أنواعه المتعددة، وكان لي شرف ترؤسها في العهدة السابقة والحالية.
- هل من أعمال فنية في الأفق ؟
من نشاطاتي مؤخرا الاشتراك في مجموعة أسميناها «ثلاثي إتقان» جمعنا فيها خبراتنا وجسّدناها في لوحات مشتركة نبرز من خلالها إمكانياتنا في الخط الكلاسيكي والحروفية والزخرفة ونعمل على التحضير لمعارض وطنية ودولية كتجربة للعمل الجماعي الموّحد.
- كلمة أخيرة ؟
في الأخير أتمنى أن يحظى الخط العربي والزخرفة بالاهتمام من طرف السلطات الثقافية المعنية من خلال إنشاء مدارس فنية خاصة، تعطي للخط والزخرفة مكانتهما الحقيقية بين الفنون الأخرى، وتحية فنية ديباجتها زخرفة منمقة لقراء جريدة «الشعب» الأعزاء.