ظهور موسم جديد من الفيروس احتمال وارد
أكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن الحديث عن موجة ثانية من فيروس كورونا مستبعد، وأن ما يقال مجرد تنبؤات ورسم رياضي قد يقع في مغالطات بسبب اعتماده على فرضيات غير مؤكدة علميا، مشيرا إلى أن كوفيد -19 يمر بنفس دورات الفيروسات الأخرى، والجزائر على غرار باقي دول العالم قد تعرف موسما جديدا من كورونا وليس موجة أخرى.
أوضح الدكتور خياطي بخصوص تقييم الوضع الوبائي في الجزائر، أن ازدياد عدد الاصابات بفيروس كورونا لا علاقة له بموجة ثانية من الوباء، وإنما راجع إلى سلوكات خاطئة وعدم احترام الإجراءات الوقائية الصحية، مشيرا إلى أنها حالات منعزلة، تتعلق بجماعات يجب استعمال التحري الوبائي معها لمحاصرة الفيروس في كل المناطق ووقف زحفه.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن الحديث عن موجة ثانية سابق لأوانه، وهو نتيجة نظرية لحسابات رياضية استعملت مع العديد من الأمراض، على غرار داء السيدا الذي تنبأ في فترة ما بعض الخبراء، أن الجزائر ستواجه 30 ألف مصاب، وهذا بالاعتماد على نظريات ليست مؤكدة، في التسعينات كذلك من طرف عالم الوبائيات البريطاني «نيل فرجيسون» الذي اعتمد هذه النظريات لحساب الدراسات الوبائية، أي باعتماد أمور تنبؤية قد تخطئ أحيانا، مثل ما وقع في انجلترا مع داء البقر، أين أشارت جميع التنبؤات إلى إصابة مليوني بقرة فاضطرت هذه الأخيرة إلى التضحية ب 7000ثور، غير أن التقديرات كانت خاطئة في الأخير.
وما يدعم الفرضية - يقول خياطي - الدراسة الأخيرة المقدمة من طرف فرجيسون للرئيس الفرنسي ماكرون حول كورونا أنه سيحصد 500 ألف ضحية، غير أن الفرضيات أخطأت ولم تسجل فرنسا ذلك العدد، وغيرها من التنبؤات والرسم المستقبلي بوجود موجة ثانية، إلا أنها في الحقيقة هي عبارة عن موسم جديد لكورونا والاحتمال وارد إذا ما تم اعتماد هذا الوباء في الدورة الفيروسية التي تقول بظهوره في أواخر الخريف ويشتد في الشتاء وينخفض في فصل الربيع ويزول صيفا.
وفي تشريح أكثر للوضع الوبائي الذي ربطه البعض بموجة ثانية، قال رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن جميع العلماء بصدد انتظار ما يحدث في نيوزيلندا شهر أوت المقبل لتأكيد جميع الفرضيات، أين سيكون فصل الشتاء عندها خلافا للكثير من الدول، حيث إذا عاد الفيروس للظهور عندها خاصة وأنها تسجل اليوم صفر حالة، فيمكن الحديث عن موسم جديد من كورونا وليس الموجة التي أثارت الجدل وأحدثت التهويل البعيد عن الحقائق العلمية.
وأشار البروفيسور، في الفترة التي تعرف فيها الجزائر ارتفاعا طفيفا في عدد الإصابات مقارنة مع دول أخرى، أشار إلى ضرورة اليقظة والوعي للتعايش مع هذا الفيروس في المرحلة القادمة التي تغيب فيها الكثير من المعالم حول الوضعية الوبائية التي تفرض على لجنة التحري ومتابعة التحقيقات الوبائية الخاصة بكورونا، اعتماد التحري لمعرفة جميع الحالات ومحاصرتها وفرض الحجر على المقربين من أجل وقف الزحف.
وقال إن الوضع يفرض التحري مع جميع الحالات الجديدة حتى في غياب الأعراض في حال الشك لاعتماد الحجر، مؤكدا في رده على بعض الأصوات التي تنادي بالحجر الكلي والعودة لتجميد النشاطات التجارية أنه ليس الحل لأنه، يقول الدكتور، قد يخلق مشاكل كبيرة بسيكولوجية واقتصادية، مستندا في ذلك إلى تجربة السويد التي لم تطبق الحجر، ومع ذلك لديها وفيات 5 مرات أقل من فرنسا، وأن الارتفاع المسجل في الجزائر طفيف يستدعي الالتزام بالتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي.
كما دعا خياطي، جميع المواطنين إلى الابتعاد عن السلوكات الخاطئة التي تسجل يوميا، والتجند للمساهمة في خفض الأرقام والخروج من الأزمة بأقل الأضرار لأنهم حلقة مهمة في معركة المجابهة لهذا الوباء.