بتأثير من تخفيضات الإنتاج في «أوبك +» والتخفيضات الطوعية وغير الطوعية في «أوبك» والولايات المتحدة وكندا، اختتمت أسعار النفط الخام الأسبوع على مكاسب جديدة، إذ ارتفع خام برنت 9٪ والخام الأمريكي بنحو 8.7٪، وذلك في ظل ترقب واسع لأداء المنتجين.
ويقاوم المكاسب التي تحققها الأسعار تصاعد المخاوف من عودة جائحة كورونا إلى سرعة الانتشار في عديد من الاقتصاديات الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والصين، وهو ما جدّد حالة القلق على الطلب العالمي على النفط الخام مع تزايد الشكوك في تعافي الاقتصاد العالمي، وعدم اليقين بشأن قرب تجاوز هذه المحنة العالمية.
وفي هذا الإطار، أكد تقرير «وورلد أويل» الدولي أن هناك تجاوبا وتنسيقا مستمرا بين دول «أوبك»، لتلافي أي قصور حدث في الامتثال لتخفيضات الإنتاج في الفترة الماضية، مشيرا إلى تعهد العراق بتنفيذ تخفيضات إنتاج النفط بالكامل هذا الشهر، واتفاقها على تفاصيل كيفية التعويض عن التقصير عن هدفها في ماي الماضي.
وأوضح التقرير أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه من حيث المبدأ في وقت سابق من جوان الجاري، تم وضع اللمسات الأخيرة له في مؤتمر عبر التحاضر عن بعد الخميس الماضي، مشيرا إلى أنه يمنح مصداقية إضافية لاتفاق «أوبك +» ويمكن أن يحول دون ضخ مزيد من النفط من السوق والتجاوب مع تسارع انتعاش الطلب نسبيا من جائحة كورونا.
وأشار إلى أنه في الشهر الماضي، سجلت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاؤها أقل من مستوى التخفيضات المستهدفة البالغ 9.7 مليون برميل يوميا بمقدار 1.26 مليون، مع التعهد بتعويض ذلك بالكامل في الأشهر المقبلة.
وشدّد نقلا عن محللين دوليين على أن «أوبك +» تأخذ مهمتها على محمل الجد، وأن الأداء سيكون أفضل، إذ إنه لا أحد من المنتجين يرغب في الذهاب إلى اجتماع «أوبك +» المقبل وسط اتهامات له من بقية المنتجين بالتقصير.
وأشار التقرير إلى استقرار أسعار النفط العالمية عند 40 دولارا للبرميل، أي ضعف المستوى في شهر أفريل، وبدأ الانتعاش بعد أن وافقت «أوبك +» على إنهاء حرب الأسعار، وإجراء أكبر تخفيضات على الإطلاق وحصل الانتعاش بسبب تعاف نسبي في الطلب، حيث انضمت أوروبا والولايات المتحدة إلى الصين في تخفيف حالة الإغلاق.
وأضاف أنه مع ذلك لا تزال أسواق النفط ضعيفة، مع وجود فائض كبير في مخزونات الوقود، وفي ظل خطر موجة ثانية من الفيروس تؤثر في الأسعار ما قاد إلى اتفاق «أوبك +» في وقت سابق من هذا الشهر على مواصلة تخفيضاتها على أعمق مستوى في جويلية المقبل بدلا من تخفيضها كما هو مخطط لها، إذ إن المجموعة حثت الأعضاء الذين لم يصلوا إلى مستوى التخفيضات التي تعهدوا بها على تصحيح موقفهم.
من جانب آخر، توقعت وكالة «بلاتس» الدولية للمعلومات النفطية أن ينخفض إنتاج «أوبك +» من النفط الخام بنحو مليون برميل يوميا في جويلية وأوت مقارنة بمستويات ماي الماضي، استنادا إلى الخطط التي قدمها العراق وكازاخستان، لإجراء تخفيضات أكبر في الإنتاج لتعويض انتهاك حصصهما، إضافة إلى خطوات مماثلة من نيجيريا وأنجولا.
تخفيضات إضافية مستقبلا
وذكر تقرير حديث للوكالة أن هذه الدول الأربع، واجهت العبء الأكبر من الانتقادات من نظرائها في «أوبك +»، لضخها فوق الحدود المتفق عليها في اتفاق إمدادات تاريخي، يهدف إلى تعزيز الانتعاش في سوق النفط لتجاوز تداعيات جائحة كورونا. وأشارت الوكالة إلى أنه بموجب شروط الصفقة، يجب على الدول التي تفرط في الإنتاج تعويض فائض الإنتاج، بإجراء تخفيضات إضافية أوسع من حصصها في جويلية وأوت وسبتمبر.
وذكرت أن التخفيضات الإضافية، في حالة الوفاء بها، يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو تسريع عملية إعادة التوازن في السوق، كما توفر لتحالف «أوبك +» بعض الوقت للتنفس وتخفيف عبء الحصص عن بقية أعضاء التحالف.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط أول أمس، لكنها تراجعت بشكل كبير عن مرتفعات بلغتها في وقت سابق من الجلسة، وذلك على خلفية مخاوف من أن استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد قد يقوض التعافي الاقتصادي للولايات المتحدة.
واقتفى خاما القياس أثر أصول أخرى انخفضت بعد أن قال إريك روزنجرين، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، في بوسطن، إنه ستكون هناك على الأرجح حاجة إلى مزيد من الدعم المالي والنقدي للاقتصاد الأمريكي.
وكرر وجهة نظره التي ترجح أن معدل البطالة في الولايات المتحدة سيكون «عند مستويات في خانة العشرات» في نهاية 2020، محذرا من إعادة فتح الاقتصاد سريعا بعد نهاية إجراءات العزل العام الرامية إلى احتواء الفيروس.