طباعة هذه الصفحة

أحزاب التيار الإسلامي لم تجنِ شيئا من مقاطعة الرئاسيات

حكيم بوغرارة

وجدت أحزاب التيار الإسلامي نفسها تدور في فراغ قاتل بعد الانتخابات الرئاسية، حيث فوّتت على نفسها فرصة العودة إلى الواجهة وحتى دعوات المقاطعة لم يكن لها أثر، لأن ظاهرة العزوف الانتخابي قد أصبحت موضة، ولم تكن أبداً استجابة لدعوات المعارضة.
وقد تراجع صدى دعوات حركة مجتمع السلم التي تولاّها مقري منذ آخر مؤتمر وطني، حيث وبعد أن نجح في جلب الأنظار نحو «حمس» من خلال مبادرات صناعة تكتل توافق وطني، ودعوته للكثير من الشخصيات خارج الوطن، لكن سرعان ما تلاشت تلك التحركات، بالنظر لضعف القواعد الشعبية وعدم بناء تلك القناعات على برنامج واضح.
كما أن تفضيل مقري للعالم الافتراضي «فايسبوك» مساحة للتواصل وممارسة المعارضة، جعله بمرور الوقت مصدرا لردود الأفعال على شيء في غياب المبادرة.
وحتى «تكتل الجزائر الخضراء»، الذي أحدث ضجة إعلامية في التشريعيات، إلا أن الاختلاف بين الزعامات الحزبية، وعدم رضا القواعد على تكتل غير متكافئ جعله يتراجع كثيرا واندثر أمام كثرة التحولات وعدم قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تعتبر محطة دعائية للكثير من الشخصيات التي غابت عن الساحة السياسية لمدة طويلة.
وتحاول جبهة التغيير، التي يقودها عبد المجيد مناصرة، احتلال مواقع في الساحة السياسية بطريقة محتشمة، من خلال عقده ندوات ولقاءات متقطعة لضمان حضور إعلامي مع بعض الانتقادات للسلطة وتحميلها مسؤولية كل شيء.
وحتى شخصية عبد الله جاب الله لم تعد تحظى بالاهتمام الكافي، بالنظر للروتين الذي أصاب خطابه واكتفاءه ببعض الحوارات الصحافية، وتبقى مقاطعته للانتخابات الرئاسية موقفا لم يخدمه، طالما أن الاستحقاق مرّ في ظروف أكثر من عادية ولم يكن لتصريحاته أي تأثير.
ولم تجد جبهة الجزائر الجديدة، التي يترأسها جمال بن عبد السلام، نفسها في الساحة السياسية، بعد خيبة أمل التشريعيات والمحليات وفشلها في الرهان على المترشح الحر علي بن فليس في الرئاسيات، لتعود الحركة بالتالي إلى نقطة الصفر، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
وفي ظل فشل سياسة المقاطعة والانغلاق، يظهر أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر سيكون مصيرها الزوال، خاصة إذا ما استمرت بهذه الوتيرة.