شدد الدكتور رضوان بوهيدل استاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، في حوار مقتضب ل «الشعب»، على ضرورة الاستجابة لمطالب سكان تين زاوتين ذات الطابع الاجتماعي، محذرا من محاولات تسهيل والاندساس لرفع مطالب محددة خدمة لأجندات همها تأزيم الأوضاع.
-»الشعب»: ما هي قراءتكم لاستقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرئيس الأسبق اليامين زروال؟
رضوان بوهيدل: في اعتقادي ان الرئيس تبون يبحث عن تحقيق التوافق حول الاصلاحات التي ينوي القيام بها، والتسريع فيها عبر التشاور مع الشخصيات الوطنية المختلفه والمجتمع المدني والاحزاب السياسية دون إقصاء طرف معين، والرئيس السابق اليامين زروال مشهود له بالوطنية والخبرة في دواليب السلطة، لذلك تم الاعتماد على هذه النقاط في التشاور معه حول عدد من المسائل، وهو رجل توافقي من الصعب حتى انتقاد خطوة لقائه بالرئيس تبون، وتحمل الخطوة دلالات ورمزية كبيرة، خاصة انه غاب عن قصر المرادية خلال العشرين سنة الماضية لرفضه، ربما لطريقة تسيير النظام السابق للوضع العام.
- صنف النقاش الجاري حول تعديل الدستور في خانة «الصحي»، ما رأيكم؟
النقاش حول الدستور ضروري و مهم، لنقاط متعددة وهي التنمية السياسية للمواطن، وزيادة الوعي السياسي، والحث على المشاركة السياسية لان الدستور هو المنظم الأساسي لحياة الدولة والمجتمع.
هذه المناقشة رغم الاختلاف في الآراء والخلافات حول بعض مواده يبقى مهما قبل الصياغة النهائية وطرحه للاستفتاء الشعبي لذلك من الضروري مشاركة كل الفعاليات في مناقشته اليوم.
- تسعى بعض الأحزاب الى العودة بثوب جديد، فيما تبقى اخرى على الهامش، هل تساهم هذه الطبقة بوضعها الحالي في تقديم اضافة للممارسة السياسية؟
الأحزاب السياسية ماتت بعد حراك 22 فيفري 2019..وهي اليوم تبحث عن مجالات وفرص لإعادة التموقع في المشهد السياسي المستقبلي، بعد ان فشلت في أداء وظيفتها الحقيقية من خلال ايجاد مخارج للازمات المختلفة التي عاشتها الجزائر، وفضلت مسك العصا من الوسط حتى يتبين الخيط الابيض من الأسود وهو ما خلق قطيعة مع قواعدها الشعبيه وحتى النضالية، وهو ما ادى الى الانتقال من مرحلة تراجع الدور السياسي الى مرحلة العقم السياسي، الذي ادخلها في سبات اضطراري تخوفا من فقدان ما تبقى من صورة نمطيه تم تضخيمها إعلاميا في ظل غياب ميداني تام.
و لذلك نحن في انتظار تغيير كلي للخارطة الحزبيه والسياسية ككل، وظهور احزاب جديدة لان التغييرات التنظيميه التي تحدث داخليا فيها لا تعدو ان تكون عمليات تجميلية خارجية فاشلة .
- الرئيس تبون أكد أنه رئيس كل الجزائريين ولا يمثل حزبا بعينه، هل ستكون بداية نهاية ما يعرف بأحزاب الموالاة؟
احزاب الموالاة انتهت برحيل الرئيس السابق و الرفض الشعبي لها، ومن الواضح انها ستنتقل من خندق الأغلبيه الى أقلية بعد تعويضها بأحزاب تتمكن من مسايرة الجزائر ما بعد انتخابات 12 ديسمبر الماضي.
وهذه الاحزاب تحاول استفزاز الشعب وإحراج السلطة التي لم تقع لحد الساعة في فخها، وهو ما اكده تبون حين تبرأ من اي صلة بينه و بين أحزاب لعبت دورا في تأزيم الاوضاع السياسية، لسنوات مقابل مصالح شخصية وضيقة.
- ما تعليقكم على ما وقع بتين زاوتين وكذا بيان قيادة الجيش الوطني الشعبي؟
سكان الجنوب و تين زرواطين بشكل خاص رفعوا مطالب اجتماعيه سلمية للسلطة السياسية مشروعة جدا، و على السلطة الاستجابة الفورية لهذه المطالب، لان هناك من حاول و يحاول تسييس هذه المطالب و النبش لخلق تفرقة بين أبناء الجزائر الواحدة غير القابله للتقسيم.
ولا يجب التعامل بقمع هذه التظاهرات السلمية لان هناك دائما من يحاول ان يندس في وسط الجماهير في الشارع التي ترفع مطالب محددة خدمة لأجندات داخلية و خارجية همها تأزيم الاوضاع و تأجيجها وتحوير المطالب.
وجاء بيان وزارة الدفاع الوطني لينفي اي افتراءات تحاول ضرب بوحدة «جيش شعب» والمحاولات واليائسة المتكررة لاستهداف الجيش، والاهم السرعة في العملية الاتصالية بإصدار البيان حتى لا تؤول الأحداث كلما طال السكوت عن ما يحدث.