طباعة هذه الصفحة

النقابات بين شدّ وجذب

الرّزنامة المدرسية بعيدة عن تصورات الشريك الاجتماعي

خالدة بن تركي

إعادة النظر في الوتائر المدرسية مطلب أساسي

وصفت بعض نقابات التربية الوطنية تعديلات رزنامة العطل المدرسية للسنة الدراسية 2020-2021 وتاريخ الدخول المدرسي، بالبعيد عن تصورات الشريك الاجتماعي الذي استنكر دخول أستاذ الطور الإبتدائي شهر أوت المقبل، وعدم مراعاة وضعية أساتذة الجنوب، إلى جانب الامتحانات الرسمية والعمليات المصاحبة للتصحيح خاصة البكالوريا، التي قد ترهن الدخول المدرسي.
رغم الإشادة بجهود وزارة التربية الوطنية في مكافحة كوفيد- 19 داخل الوسط المدرسي، غير أن نقابة عمال التربية والتكوين «سيتاف»، أعاب أمينها العام بوعلام عمورة لـ»الشعب» التعديلات في رزنامة العطل المدرسية وتاريخ الدخول المدرسي في الوقت المحدد يعتبر ضربا من الخيال، إلى جانب التناقضات في تواريخ امتحانات الشهادة وما يربطها من تحضيرات بعدية تتطلب شهرا على الأقل لإنهائها.

«سيتاف «: مهام أساتذة التعليم الابتدائي مرتبطة بدخول التلاميذ

أوضح بوعلام عمورة أن إشراك الشريك الاجتماعي في قرارات كهذه من شأنه الخروج بمقترحات ترضي الطرفين ولا يكون فيها الأستاذ محل جدل مثلما وقع أمس مع بيان وزارة التربية الوطنية الذي أثار توتر أساتذة التعليم الإبتدائي، الذين استغربوا التحاقهم بمؤسساتهم بتاريخ 23 أوت دون وجود مهام بيداغوجية عكس أساتذة الطور المتوسط والثانوي الذين يستغلون هذه الفترة مثلما جاء في نص البيان من أجل المذاكرة والمراجعة والتكفل النفسي والبيداغوجي لاجتيازها.
وأضاف في ذات السياق أن تحديد تاريخ العودة يعني غياب دراسة لوضعية أساتذة مناطق الجنوب الذين تصل درجات الحرارة عندهم في هذا الشهر إلى درجات قصوى يستحيل عليهم العمل فيها، وهذا خلافا للسنوات الماضية التي يلتحق فيها الإداري بـ 10 أيام لممارسة مهامه التربوية، والأستاذ بـ 4 أيام قبل الدخول المدرسي.
وقال ذات المتحدث إن الوقت حان خاصة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد جراء الجائحة كورونا للمطالبة بإعادة النظر في الوتائر المدرسية، المطلب الذي طرح سابقا ولم يناقش لحد الساعة والمتعلق باعادة النظر في توقيت الجنوب وكذا دخول وخروج التلاميذ.

سناباب :القرارات لا تستجيب للنقابات وجمعيات الأولياء

أكد رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية «سناباب» بلعموري الغليظ في تصريح  لـ«الشعب» أن الدخول المدرسي المقبل سيكون فيه ضغط كبير بالنظر إلى تزامنه مع الامتحانات الرسمية وعملية التصحيح، مشيرا أن القرار لا يستجيب لطرح النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، إلا أن المصلحة العامة تقتضي التجند لإنجاح الدخول المدرسي.
ودعا الجميع إلى المساهمة الفعلية في هذا الحدث والامتحانات الرسمية، خاصة وأن المهمة تتطلب القيام بدور أساسي لتلاميذ الرابعة المتوسط الذين عاشوا وضعا صعبا مع الجائحة وطول العطلة، ويتطلب من الأساتذة المختصين في المراجعة والتحضير النفسي والبيداغوجي التكفل الجيد بهم.
من جهتها، تنسيقية أساتذة التعليم الإبتدائي اعتبرت حسب ما جاءت به في صفحتها الخاصة الدخول في 23 أوت غير مبرر في ظل غياب المهام البيداغوجية للتلميذ الذي يلتحق بالمدارس في 4 أكتوبر المقبل.
واعتبر البعض ممن تحدثوا لـ «الشعب» القرار بعيدا عن الواقع التربوي الذي يقول إن التحاق الأستاذ بالمدرسة يكون أياما قليلة قبل الدخول المدرسي وليس بشهر، غير أنها أكدت التزامها بضمان موسم دراسي مريح خال من الاضطرابات.
في ذات السياق، قال الناشط التربوي نبيل فرقنيس إن دخول الأساتذة في شهر أوت دون امتلاك الإدارة معطيات حول الخريطة المدرسية يجعل التحاقه في هذا الوقت غير مفيد، بالإضافة إلى العطلة الإدارية 9 جويلية لا مبرر لها بالنظر إلى عدم إجراء امتحانات نهاية السنة، ومع إضافة المداومة تتقلص أكثر، مشيرا إلى أنها أمور من المفروض أن تراعى أكثر، غير أن الطاقم الإداري اليوم أمام مهمة إنجاح الموسم الدراسي المقبل.
وأكد أن الجهود يجب أن تتضاعف أكثر لانجاح عملية سير الامتحانات الرسمية وتشجيع التلاميذ على استغلال فترة المراجعة وهذا بعد توقف دام اشهر لتحقيق نتائج إيجابية وضمان الانتقال إلى مرحلة أكبر، مع الالتماس من الجهات صاحبة القرار أن تراعي الوضع و تكون أسئلة تلاميذ التعليم المتوسط في متناولهم.
وأمام هذا الوضع تبقى المصلحة البيداغوجية للتلميذ فوق أي اعتبار، وتقتضي على الطاقم الإداري التجند الفعلي لإنجاح الموسم الدراسي بكل مراحله بدءا من الامتحانات الرسمية، الدخول المدرسي، البرنامج الدراسي فالمراجعة الاستدراكية.. هي رهانات كبيرة على الأسرة التربوية إنجاحها.