طباعة هذه الصفحة

أمام الزحف الخطير للإسمنت

سكان وهران يدعون لحماية الأرض من النهب

وهران: براهمية مسعودة

وجه سكان وهران نداء لحماية الأرض والاستغلال الأمثل لها، نتيجة استمرار المخالفات والبناء العشوائي، مطالبين السلطات بتقديم تقرير شامل عن حالة المدينة وكل ما يهدد الأرض والتراث الحضاري والإنساني. وأكد السكان على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدينة من زحف المباني الإسمنتية التي انتشرت كالنار في الهشيم.

سجلنا ذلك، بمناسبة اليوم العالمي للأرض، الذي يحتفل به منذ ١٩٧٠ بالتذكير بأهمية كوكب الأرض الجيولوجية، مختارين لهذا العام شعار: “مدن خضراء”، بعد اكتساح الإسمنت المساحات الخضراء وارتفاع عدد السكان.
 وعلى ضوء ذلك، نقلت “الشعب” آراء عدد من السكان. وجاء في تدخل فلاح ناشط بمحيط مسرغين: “كنا نسمع من أجدادنا، أن وهران كانت رائدة في مجال الحوامض، لتتقلص حاليا إلى 200 هكتار، وتكمن الخطورة في أن هذا النوع من الزراعة، يتطلب مدة طويلة لإعادة بعثه من جديد، وهو وضع دفع عديد الناشطين في المجال الفلاحي للتحرك واقتراح حلول عاجلة وجدية لحماية مواردها الفلاحية وإبقائها في القائمة الوطنية”.
وكانت وهران، بأمر من الحكومة، قد قامت بتحويل مشروع إنجاز المدينة الجديدة التي كانت مقررة ببلدية وادي تليلات إلى الجهة الغربية، وبالضبط بين حيي عين البيضاء ومسرغين، خاصة بعد الزيارة الميدانية التي قام بها وفد من وزارة الفلاحة إلى عين المكان والذي رفض رفضا مطلقا أن يتم إنجاز أي هيكل عمراني على هذا المكان، بالنظر إلى نوعية الأراضي الخصبة التي تتمتع بها المنطقة، التي يعول عليها في أن تكون قطبا فلاحيا بامتياز، هدفه ليس الاكتفاء الذاتي فقط وإنما التصدير.
وقال المواطن، قورسمة حميد، من بلدية الكرمة متحسرا: “إن الإسمنت المسلح يزحف بلا فرامل على حساب ملايين الهكتارات من أجل التعمير، ألم يكن الأجدر بناء المدن والتجمعات السكنية في الأماكن الملائمة وبمقاييس تحمي الأرض الفلاحية من التدمير الإسمنتي؟”، يضيف المتحدث.
وقالت قروج أمينة، صحفية، إن غياب مرافق الترفيه في عديد التجزئات السكنية، وخاصة المساحات الخضراء، يطرح عديد الأسئلة، عن مقاييس التعمير كقطاع جد حساس. وعادت إلى عديد الخروقات المسجلة في المجال، خاصة خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي شهدت استفحال ظاهرة البناء الفوضوي على مساحات زراعية هامة وبيع أراضٍ بأبخس الأثمان. وقالت، إنها واحدة من الأسباب التي جعلت أغلبية التجمعات السكانية تعاني من شبه انعدام مناطق خضراء والتي لا تعطى لها الأولوية من طرف المسؤولين على تصاميم المدن، تقول قروج.
وتحاول وهران إيجاد الحلول لتلافي أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع البيئة والمحيط. وتعد وهران من المدن الرائدة في مجال حماية المحيط عبر مشاريع مراكز ردم النفايات وأخرى لتوسيع الخضراء، هذا ما تصبو إليه مديرية البيئة من خلال البرامج المسطرة، انطلاقا من تهيئة مفرغة الكرمة التي عانى من تأثيراتها المواطن الوهراني ومشاريع أخرى.