هُمْ جَنَّةُ الأرْضِ التي ما بَدَّلَتْ
البَاذِلونَ قُلُوبَهمْ فَتَجَمَّلَتْ
هُمْ سِرُّ دِفْءِ النُّورِ حِينَ يَسوقُهُ
صَوْبَ الحيَاةِ فضُولُ أحلامٍ
هُمْ بَسْملاتُ الحُبِّ في عُرْفِ الرُّؤى
وَكَسُورةٍ في الغَار صِدْقًا أُنْزِلَتْ
هُمْ «كافُ نُونِ» الطّينِ، زادُ مُسافِرٍ
فِي الوَقْتِ شَقَّ حَنينَهُ ثُمَّ انْفَلتْ
هُمْ سائرُ الأكْوانِ قَابَ حَقيقَتَيْـ
ـنِ سَرَوْا وَرَامُوا سِدْرةً فَتَشكَّلَتْ
هُمْ يُوسُفُ المَعْنَى ومِلْحُ قَمِيصِهِ
والبِئْرُ فِيهمْ غَيْمةٌ قدْ أثْقلَتْ
هُمْ صَبْرُ أيّوبَ،انْتِصارُ يقينِهِ
ونَجاةُ إبراهِيمَ حينَ تَبتَّلَتْ
هُمْ نَشوةُ التَّاريخِ تَمْحُو حيرَةً
وَتُذِيبُ سُكَّرَهَا السِّنِينُ وَقَدْ حَلَتْ
هُمْ قِبْلةٌ ولْهَى تُقيمُ صَلاتَها
والجنّة البِكْرُ التّي ما بدّلتْ