أثار فيديومتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول وضعية المصابين بفيروس كورونا بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، غضبا واسعا وسط المواطنين الذين حمّلوا مسؤولية الاهمال وغياب النظافة للقائمين على قطاع الصحة،معتبرين ما يحدث بالكارثة تستوجب التدخل لإنقاذ بقية المرضى.
اشتكى المصابون بفيروس كورونا الذين يتلقون العلاج بمصلحة الامراض المعدية بمستشفى ابن باديس من اهمال الطاقم الطبي والشبه الطبي، وغياب تام للنظافة داخل المصلحة،مؤكدين أنهم ضحية سوء معاملة وتسيب كبير من قبل الأطقم الذين يتركونهم لساعات طويلة دون الاطمئنان عليهم والتكفل بهم.
وأظهر الفيديوالصادم وفاة شخص مصاب بكورونا دون علم الطاقم الطبي وشبه الطبي،حيث تم اكتشاف موته من قبل ابنه الذي ذهب لزيارته وأخذ الطعام له ليجد والده غائبا متوفي، وهوما أثار استنكارا كبيرا وسط المرضى بذات المصلحة حسب مصادر «الشعب» ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاجأوا بالوضع المزري الذي يعيشه المرضى، ولم يتوقفوا عن نشر الفيديوفي مختلف الصفحات من أجل توصيل الرسالة الى المسؤولين.
وأعرب مواطنون عن تأسفهم لمثل ما جرى في ظل غياب الضمير المهني والأخلاقيات،موضحين أن بعض الأطباء لا يستحقون العلاوات التي تمنح لهم تحفيزا لعملهم في هذا الظرف الصعب، مطالبين الهيئات المعنية بإصلاح الوضع المزري وفرض عقوبات على المتسببين في هذا الاهمال والتسيب الذي دفع ثمنه المرضى.
وكانت جريدة «الشعب» تطرقت الى المعاناة التي يعيشها المرضى داخل مصلحة الامراض المعدية من خلال ريبورتاج في بداية انتشار فيروس كورونا أين كان عدد المرضى المتواجدون في المصلحة لا يتجاوز 30 مريضا الا أنهم لم يتلقوا رعاية طبية لائقة بل تم اهمالهم دون زيارات من قبل الأطباء،زيادة على حرمان البعض من الدواء المخصص لعلاج مرضى كوررنا.
وقامت الجريدة أيضا بالتواصل مع مدير الصحة لولاية قسنطينة، حيث نقلت له الوضع الذي يعيشه مرضى كوفيد - 19 بمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الذي في كل مرة تتفجر من داخله فضيحة صحية، الا انه لم يبد أي استعداد لفتح تحقيق للتأكد حول ما يجري داخل المصلحة،زيادة على التواصل مع مدير المستشفى الذي اكتفى بالقول أن لا يمكنه التدخل في طريقة عمل الاطباء.
فتح تحقيق وتوقيف تحفظي لـ5 أشخاص
أمرت المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة بفتح تحقيق وبالتوقيف التحفظي ل5 من أفراد الطاقم العامل بوحدة كوفيد-19 وذلك في أعقاب نشر فيديوعبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف «وجود إهمال» بهذه الوحدة، حسب ما علم اليوم الجمعة من ذات المؤسسة الاستشفائية.
وفي تصريح لوأج أوضح عزيز كعبوش، المكلف بالاتصال بأنه «في أعقاب الفيديوالمتداول منذ الخميس والذي يكشف وجود نقائص وتقصير بوحدة كوفيد-19 تم عقد اجتماع ليلة أمس الخميس إلى الجمعة بين مدير هذا الهيكل الصحي وأطباء وإطارات إدارية أسفر عن التوقيف التحفظي ل5 أشخاص (أطباء وأعوان شبه طبيون وأعوان أمن على وجه الخصوص) علاوة على فتح تحقيق معمق» في القضية.
وأضاف بأنه بعد استكمال التحقيق الذي أمر مدير المركز الاستشفائي الجامعي بفتحه وبعد تحديد المسؤوليات في هذه القضية «سيتم اتخاذ القرارات اللازمة».
وبعد أن اعترف بوجود «تقصير» أكد كعبوش بأنه «في كل أسبوع يتم تزويد
المستخدمين المسخرين لمكافحة كوفيد-19 والمقدر عددهم ب190 ب3 نماذج من كل وسيلة حماية على غرار البذلات الواقية والكمامات».
من جهتها، أمرت مديرية الصحة لولاية قسنطينة بفتح تحقيق رسمي، حسب ما أوضحه مديرها عديل دعاس.واضاف «لقد أمرت بفتح تحقيق رسمي من طرف مفتشين محلفين من مديرية الصحة من أجل توضيح تفاصيل هذه القضية».