نفى والي تيزي وزو، عبد القادر بوعزقي، أمس، منع أجهزة الأمن تنظيم المسيرة الاحتفالية بالذكرى 34 للربيع الأمازيغي، والتي دعت لها جمعيات وشخصيات سياسية والحركة الثقافية البربرية، مرجعا اندلاع المشادة العنيفة بين الطرفين، إلى خلافات وقعت بين المتظاهرين ما استوجب تدخل مصالح مكافحة الشغب.
وأضاف السيد عبد القادر بوعزقي، أن تواجد قوات الأمن في المسيرة التي كان من المقرر تنظيمها الأحد الفارط، كان من أجل والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، إلا أن الأمور سارت عكس المتوقع، بعد وقوع خلافات بين المتظاهرين، ما أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب.
وسبب الاختلاف عدم اتفاق بعضهم على الطريق الواجب سلوكه خلال المسيرة، ما أدى إلى حدوث مواجهات بين الطرفين، انتهت بتدخل قوات الأمن. مشيرا إلى النوايا السيئة والخفية لبعض الأطراف والتخطيط لأعمال غير مرغوب فيها تمس بأمن المنطقة، حيث قاموا برمي الحجارة على عناصر مكافحة الشغب، التي كانت مهمتها الوحيدة الإشراف على السير الحسن والأمني للمسيرة وليس منعهم من تنظيمها.
كما أكد والي الولاية، قناعة السلطات المحلية، بأهمية الاحتفال بالربيع الأمازيغي، والتي تعد محطة تاريخية هامة وراسخة في ذاكرة سكان المنطقة، مشيرا إلى أهمية المطالب الأمازيغية المتعلقة بالتاريخ والتراث والثقافة والهوية الوطنية واللغة الأمازيغية، معتبرا إيّاها بالمشروعة، كان يجددها السكان، إلا أنها أضحت من زمن ولّى.
وقال عبد القادر بوعزقي، إن الدولة الجزائرية واعية بأهمية هذه المحطة التاريخية، متأسفا على ما وقع من اشتباكات خلفت سقوط جرحى، وكذا الأضرار التي سجلت في الذكرى 34 للاحتفال بالربيع الأمازيغي، الذي يعد - على حد تعبيره - محطة هامة في التاريخ الوطني، وكان أملهم أن تجري المسيرة في أجواء هادئة بعيداً عن التجاوزات الخطيرة التي وقعت.
مواجهات بين شباب وقوات مكافحة الشغب
يحدث هذا في وقت تواصلت فيه مشادة عنيفة بين قوات مكافحة الشغب وجماعة من الشباب بالقرب من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، اندلعت، أمس، عند محاولة الشباب تنظيم مسيرة غير مرخصة احتفالا بالربيع الأمازيغي، كان من المقرر أن تنطلق من مدخل الجامعة لتجوب شوارع المدينة، إلا أن قوات مكافحة الشغب قامت بنصب حاجز لمنع ذلك. ولدى محاولة المتظاهرين اختراق الحاجز، وقعت مشادة عنيفة، وصلت حد استعانة قوات التدخل بالقنابل المسيلة للدموع. وتواصلت المناوشات إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، لتجددت صبيحة أمس بذات المكان.
واستنادا لمصار موثوقة، فقد سجل عشرات الجرحى في صفوف قوات الأمن، وحوالي عشرين جريحا من المتظاهرين إلى جانب توقيف عديد الشباب.
نواب «الأرسيدي» يدعون لدورة استثنائية
دعا، أمس، أعضاء المجلس الشعبي الولائي، التابعون لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتيزي وزو، لعقد دورة استثنائية، بحضور الهيئة التنفيذية للولاية، وذلك للرد على أسئلة المنتخبين بخصوص مسيرة 20 أفريل، والتي كان من المقرر أن ينظمها السكان انطلاقا من جامعة مولود معمري.
وفي بيان، تلقت «الشعب» نسخة منه، عبّر ممثلو «الأرسيدي» بالمجلس الشعبي الولائي، عن غضبهم على ما وقع، أمس، بشوارع الولاية في إطار الاحتفال بالربيع الأمازيغي، مشيرين إلى أن هذه المسيرة السلمية تقليدية تعاد كل سنة، منددين بصمت أغلبية أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالولاية بخصوص هذه الأحداث.
ودعا أعضاء «الأرسيدي» إلى تنظيم دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي لدراسة هذا الحدث، وبحضور مسؤولي الولاية وعلى رأسهم الوالي، وكذا مختلف السلطات المحلية، للإجابة على مختلف الانشغالات، خاصة أن ولايات أخرى على غرار بجاية والبويرة، نظمت بها مسيرات سلمية، في الوقت الذي قمعت مسيرة تيزي وزو.