طباعة هذه الصفحة

« الشعب» تزور الفنان محمد الزيغم

الأغنية الصحراوية تراجعت في زمن العصرنة

بشار : دحمان جمال

تألق الفنان مرهون بتمسكه بالأصالة والتراث

محمد زيغم فنان عصامي من مواليد 27/10/1950 بدائرة القنادسة منبع الفن، ببشار، صنع نجوميته من البساطة في العرض والخصوصية وفى حضور مرح وروح مداعبة وكرم حتى، بعد أن ألزمه المرض الجلوس على كرسي متحرك. لا يزال زيغم يحي الكثير من المناسبات الفنية والأفراح، له مسار طويل في مجال الأغنية الصحراوية، حيت تألق نجمه إلى جانب المرحوم مع من رحلوا من أمثال الطاهر السعيدى والشيخ بلكبير ومصطفى بن عدي وبايحيى، وفرقة الأمل وغيرهم . « الشعب « زارت الفنان ببيته في التفاتة منا للفنان في عيده الوطني، فكان لنا منه هذا الحوار الشيق، واستقبالا جميلا جمال حفاوة أهل الجنوب وكرمه.

- الشعب «: لازال نجم الفنان زيغم يسطع عاليا في المشهد الثقافي بمنطقة الساورة، كيف يرفع زيغم التحدي ضد المرض؟
  محمد زيغم : كنت سابقا مطربا لكن حاليا أنا مقعد على كرسي متحرك، ولم استسلم قط فأنا حاليا أكتب الأغاني للشباب وألحن وأعتبر نفسي الآن من جنود الخفاء بعد أن كنت أقف أمام الأضواء.
- يعيش حاليا المشهد الفني بالجزائر قطيعة مع الأغنية الصحراوية، ما هي الأسباب في ذلك ؟
 لا يوجد اليوم اهتمام كثير عند المطربين الشباب بهذا النوع، في غياب التكوين والاحتكاك مع الفنانين المخضرمين. أنا شخصيا مستعد لتقديم تجربتي بل في بعض الأحيان لي شوق لرؤية الجيل الجديد يقصدنا ويرغب في أن يتعلم منا . فالعلم يؤتى ولا يأتي . إذ أتذكر شيوخي الذين كانوا يسافرون من أجل الحصول على قصيدة أولحن لكن الجيل الجديد ليس لديه هذا الهاجس هذا هاجس مهم في تواصل وانتقال المعرفة الموسيقية.
- هل تعتبر هذا الوضع إجحاف في حق من ساهموا في ترقية هذا الطابع الغنائي ؟
 حقيقة لا أعتبره تنكرا لعطائهم أوشيئا من هذا القبيل.. أنا أتفهم بأنه عصر السرعة قد حل، حيث أن الفنان يدخل للأستوديوويسجل ألبوما غنائيا بنفسه دون أن يستعين بكاتب كلمات أوملحن وهذا الألبوم يلقى رواجا كبيرا، بعد الترويج له على مواقع التواصل الاجتماعي.
- كيف تقيم الأغنية الجزائرية بعد مسيرتك الطويلة في الغناء ؟
 الأغنية الجزائرية بخير وهي تتطور بشكل مشرف، وإلا لما وصلت بعض الأغاني إلى العالمية كالرأي والأغنية الأمازيغية والصحراوية . لكني أؤكد بأن الأغنية لا تكون جزائرية لولم تستمد روحها من أصالتنا وثقافتنا.
- لقد تمكنت أن تفرض نفسك في الساحة الوطنية والعربية دون أن تذهب إلى معهد الموسيقى، ما هوسر نجاحك ؟
  هنا بيت القصيد فالأصالة ثم الأصالة، هي التي تسمح للفنان بأن يمتع المستمعين من بلدان أخرى . خدمت الجزائر انطلاقا بتشبعي بثقافتنا الصحراوية والجزائرية لكن أصبحنا مهمشين من طرف مديرية الثقافة التي لتعير اهتماما للفنانين القدماء وأصحاب الأغنية الوطنية والأغنية الملتزمة.
- هل هناك أزمة شعر أم كتابة كلمات ؟
  هي ليست أزمة شعر بل أزمة كتاب أغاني. الشعر ليس كله صالحا للغناء . في حين أن كلمات الأغاني تشبه الرسائل النصية القصيرة في الهاتف، تحتاج إلى معنى مع محدودية الكلمات . والطرب وحده يحتاج إلى كلمات معينة تحتاج بدورها إلى نفس طويل .
- قدمت في مرحلة سابقة أغاني وطنية وثورية هل ترى بأن على الفنان أن يساهم في غرس روح الوطنية من خلال أعماله؟
 إنها الأسئلة التي لا أحبها أنت أخرجتني من ميدان الفن . وتريد إقحامي في السياسة لكن سأجيبك أنا لا أغني شيئا لا أؤمن به وأثناء غنائي كانت ظروفا سياسية واقتصادية في والوطن تتطلب ذلك من فنان يكون يحب الوطن أكثر من عائلته وهي التي جعلت كل الجزائريين يؤمنون بالوطنية .
- انتشرت في الآونة الأخيرة طبوع فنية جديدة تمزج بين العديد من الألوان، هل ترى أن هذا الدمج يخدم الموسيقى الجزائرية ؟.
 إنها تجارب جيدة، لكن ما يهم في الموسيقى هومدى أصالتها وتشبعها بالثقافة ويجب أن تكون الكلمات مؤدبة وقابلة لأن تدخل بيوت الجزائريين المحترمة .
- كيف هي أحوالك بعد المرض وكذا خلال الحجر المنزلي ؟
 أقضى يومياتي في منزلي وأشاهد الأحداث الوطنية والأفلام والمسلسلات من خلال التليفزيون الوطني والقنوات الخاصة والجرائد الوطنية ولا اخرج من البيت إلا نادرا، وأصدقائي في الوسط الفني جميعهم كلهم قريبين مني واشكر رقية رزوق رئيسة جمعية «إعاقتي سر سعادتي « لذوي الاحتياجات الخاصة، على مساندتها لي .
-  حدثنا عن شعورك في اليوم الوطني للفنان ؟
 أنا سعيد جدا بزيارة يومية الشعب لي، بعد انتشار خبر تأزم صحتي . كنت انتظر زيارة من محطة التلفزيون ببشار ولم تفعل ذلك ولم تمنحني حقي كفنان، أشكر المشرفين على محطة إذاعة الساورة التي كنت اشتغل فيها حيث زاروني بمناسبة رمضان وذكروني بأيام العمل، لكن تبقى المفاجئة الجميل أن تدق باب بيتي أم الجرائد « الشعب «، وتجلب معها الفنان التشكيلي سعدودي والفنانة شهيناز، وفي وقت الحجر وفيروس كورونا الذي منع الزيارة حتى بين الأقارب. وبالمناسبة أوجه من خلال صفحاتها رسالة لجمهوري العريض لأقول أنني احمد الله واطلب منه عزه وجل حفظ الجزائر وشفاء كل مريض..