تفشي وباء كورونا لم يمنع مصالح الجماعات المحلية من التكفل بجبهة ثانية، تتعلق بتنظيف المحيط العام للتجمعات السكانية تفاديا لغزو النفايات جراء المفرغات العشوائية، وانبعاث الروائح الكريهة من مجاري المياه، الوديان، البالوعات، وحتى من الأقبية الغارقة في المياه الملوثة، نتيجة التسربات من قنوات الصرف الصحي.
ومع اللفحات الأولى للحرارة، بدأت أسراب من الحشرات كالبعوض ذي اللسعات الخطيرة تظهر هنا وهناك مخلفة إصابات بارزة على أعضاء الجسم عبارة عن بقع حمراء تسبب أحيانا الحمى ومضاعفات على مستوى المكان المصاب، تستدعي التنقل إلى الطبيب نظرا لخطورة الحالات المسجلة.
والحشرة الأكثر ضررا ما تعرف ببعوضة «النمرة» المنتشرة في العديد من المناطق وما إن تندلع تلك الحرارة المحسوسة إلا ويزداد نشاطها بشكل مقلق حقا الجميع يتخوف من الأذى الذي تسببه.
من خلال الملف الذي أمامنا نتناول رفقة مراسلينا الحملة السنوية لمحافحة الحشرات من خلال عمليات الرش الواسعة، عبر الفضاءات السالفة الذكر فهل تمت العملية على المستوى المحلي، بالتوازي مع فرض التدابير الوقائية الصارمة الخاصة بفيروس كوفيد 19 لا توجد أي علاقة عضوية بين هذا وذاك.
نحن بصدد الاطلاع على مدى التزام الجماعات المحلية تجاه القضاء على كل مظاهر تدهور الوسط المعيشي للمواطن، من خلال أعمال بسيطة جدا، لا تتطلب جهدا خارقا وإنما حدا أدنى من الإرادة القائمة للحفاظ على الوجه الساطع للأحياء، بتجنب الأمراض الخطيرة، وإزالة كل ما نفر سكانها.
ولا توجد «النمرة» فقط وإنما هناك أنواع أخرى من الحيوانات ذات التكاثر السريع خلال ارتفاع درجة الحرارة، من الزواحف وغيرها، يعاني منها السكان في كل مرة خاصة الأطفال.
ويمكن لمصالح البلديات أن تستفيد من تجربتها الخاصة بتعقيم الأحياء يوميا خلال انتشار فيروس كورونا، وهذا برش كل أوكار تلك الحشرات للقضاء على يراقاتها في المهد.