يحتفل الطفل اليوم بعيده العالمي في ظروف استثنائية افرزتها الازمة الصحية التي تعيشها الجزائر على غرار دول العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وعلى عكس السنوات الماضية جاءت هذه المناسبة في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي فرضتها السلطة المعنية للحد من العدوى، ولما يزيد من الشهرين» احتجز» الأطفال في المنازل تحت طائلة الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي، بالإضافة الى تلك القرارات الاستثنائية المتعلقة بالسنة الدراسية.
تطلب الأمر أكثر من التعود لتجاوز المرحلة الاستثنائية التي عاشها الطفل في ظل تفشي فيروس كورونا استدعى خروجه في عطلة طويلة منذ الـ 12 مارس الماضي والذي تزامن مع اخر أسبوع من الفصل الثاني للسنة الدراسية، هذا الوضع ادخل الطفل في حالة حجر اثرت على يومياته واهتماماته التي أصبحت تتمحور حول كل نشاط يمكن القيام به داخل البيت اما ما كان خارجه فممنوع، رغم ذلك لاحظنا غياب الوعي لدى بعض الاولياء فسماحهم لأطفالهم بالخروج للعب في الشارع وضعهم تحت تهديد العدوى الوبائية و لعله السبب في تعالي أصوات المختصين الذين راهنوا على مسؤولية الاولياء اتجاه أبنائهم خاصة أولئك الذين تعودوا ارسالهم للعمل في السوق الموازية لجني القليل من المال يعينهم في مواجهة الحياة.
ولعل كل تلك الإجراءات التي اتخذت من اجل الحفاظ على صحة الطفل الجزائري هي السبب في منع تسجيل حالات مرتفعة من إصابة الأطفال بفيروس كورونا، لذلك كان لا بد من إشراك الأولياء في هذه السياسة التي تهدف الى منع أي خطر عنهم وهي تدخل في إطار السياسة العامة في إعطاء هذه الفئة حقوقها كاملة وقد كان إنشاء مفوضية وطنية لحقوق الطفل في 2015 خطوة مهمة نحو تحسين ظروفها.
وحذرت بعض التقارير الأممية في افريل الماضي من العنف الذي يعيشه الأطفال في الحجر الصحي والمنزلي حيث وجدوا وسيلة للتنفيس عن الضغط والتوتر الذي يعانيه الاولياء خاصة الاب، فتواجده الدائم في المنزل وحالة الغضب التي يعانيها بسبب الحجر حوّل في حالات عديدة الأبناء والزوجة الى ضحية عنف منزلي كان سببا في ارتفاع معدلاته في بعض الدول من بينها عربية. لذلك كان لا بد من إعادة النظر في المسئولية الاجتماعية لكل فرد اتجاه تلك الحالات التي تتعرض للعنف داخل الاسرة وهو السبب الذي استدعى وضع خطوط هاتفية مجانية تسمى غالبا بالرقم الأخضر تكون وسيلة لرفع الحرج عمن يترددون في التبليغ عن حالات العنف ضد الأطفال والمرأة.
جعل الحجر الصحي والمنزلي العائلة الجزائرية امام رهان قبول الاخر والعيش في توافق تام مع افرادها سواء كانوا أطفالا او أولياء، بل وضع معادلة الاسرة المثالية في منعرج حرج لان اجتماع كل افرادها في وقت واحد داخل البيت خلق نوعا من حالة الفوضى بسبب الكم الهائل من المشاعر التي تمازجت بين سلبية وإيجابية، لكن الأهم ان المختصين أكدوا على ضرورة إدارتها والتحكم فيها حتى لا نصل الى عنف منزلي يميز يوميات الكثير.