أكد لنا التقني المتميز مصطفى سبع بأن كورونا غيرت حياتنا، لكن أمل العودة و استئناف البطولة وارد جدا، وهذا لا يتأتى حسبه إلا بعودة الحياة إلى طبيعتها من جهة، ومن جهة ثانية مطالبون بالتعايش مع هذا الوباء باستعمال جميع وسائل الوقاية المطلوبة ..
«الشعب»: أين يتواجد مصطفى سبع حاليا خلال الحجر الصحي ؟
«سبع»: أنا متواجد في بيتي منذ توقيف النشاط الرياضي حفاظا على صحتي وصحة أبنائي .. وأقوم بأمور البيت المطلوبة وفي أوقات مناسبة ، وتقريبا هذا هو النمط الذي ساعدني كثيرا وأنساني أحيانا هم هذا الوباء الذي فاجأ العالم.
- هل هناك اتصالات مع لاعبيك ؟
بالفعل، الاتصالات متواصلة مع اللاعبين على مستوى فريقي بالعلمة لتقديم بعض النصائح التقنية وألزمهم على مواصلة التدريبات ولو بنسبة معينة للبقاء محافظين على توازنهم التقني.
- هل أنت متفائل بعودة المنافسة ؟
التفاؤل موجود لدى كل المدربين، لكن متى وكيف، هذا يعود إلى رفع الحجر الصحي بعد القضاء على الوباء وهذا ما ننتظره، لأن العودة كلمة سهلة لكن طريقة العودة إلى الميدان هي التي تتطلب إجراءات طبية جريئة حتى ولو عدنا يجب أن تدخل الفرق في تربص في فترة ما بين 5 إلى 6 أسابيع لتحضير نفسها وتكون داخل منشآت لها الكثير من الوقاية والانضباط وعليه فنحن ننتظر إشارة السلطات العليا للاستئناف، والاستئناف ليس في الرياضة فقط وإنما نتمنى أن يدخل جميع النشاطات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولكن بطريقة تدريجية مع الاجتهاد في الوقاية المتواصلة.
- نترك كورونا والاستئناف ونسأل سبع عن رأيه في اللاعب الجزائري المحترف الذي أصبح مطلوبا في أكبر الأندية الأوروبية؟
الأندية التي تبحث عن الدوليين الجزائريين وضمها إلى تشكيلتها يعود إلى قيمة اللاعب الجزائري من الناحية التقنية والسلوك السليم في حياته والانضباط الذي يتمتع به هذا اللاعب أو ذاك، ما يعني كل هذا هو أن اللاعب المحترف الجزائري طريقة لعبه مختلفة عن الآخرين ويلعب بطريقة فنية نقية وجذابة ولها مردود عال للفريق الذي يلعب له ويجلب الانتباه والفرجة.
- لماذا اللاعب الجزائري عندما يذهب إلى أوروبا يتطور بسرعة ويقدم ما هو مطلوب منه، هل هذا يعود إلى الإمكانيات المتاحة له أم هناك أمور أخرى تقنية عكس عندما يكون في الجزائر ؟
للجزائر شريحة كبيرة من اللاعبين المحليين الممتازين، ولكن لا يجدون في وسط أنديتهم تكوينا عاليا مما يجعلهم لا يظهرون بالمستوى الذي لديهم، وهذا يعود إلى نقص التنظيم داخل الأندية وقلة الانضباط داخل الفرق وخارجه، لكن عندما يخرج إلى خارج الوطن فيجد عالما آخر، وهو العمل المتواصل مشحون بمضاعفة الجهد والانضباط، فتجده في فترة قصيرة قد ظهر بمستوى عال والأمثلة كثيرة، فهناك سليماني، عطال، بن سبعيني وغيرهم من الأسماء الكبيرة، ما جعل الأندية الأوروبية حاليا تلهث من أجل اصطياد هذه الصفقات المتميزة من اللاعبين وضمها وبأثمان باهظة.
- هل هناك إضافات ؟
نتكلم عن الأندية الأوروبية الباحثة عن اللاعب الجزائري.. فهناك أيضا أندية عربية كثيرة تبحث عن اللاعب الجزائري لضمه، فنجد الخليج العربي ضم بلايلي الذي كان يلعب في تونس بمبلغ كبير، إضافة أندية دخلت في السباق خاصة الحراس الجزائريين أصبحوا مطلوبين على غرار مبولحي، دوخة وآخرين ما يعني أن المدرسة الجزائرية ولادة وأنجبت ألمع نجوم الكرة المستديرة، لم يبق حاليا إلا الاعتناء باللاعب الجزائري داخل الوطن وتكوينه قبل أن تفتح له أبواب تشريف الكرة الجزائرية كمحرز وبونجاح.
- كيف تلوح لك المنظومة الكروية الجزائرية حاليا ؟
المنظومة الكروية الجزائرية بحاجة إلى وصفة طبية دقيقة تعالجها حتى تتطور وهذا التطور يتطلب الإشراف عليه أهل الاختصاص وفي أية رياضة، لأن المادة الخام موجود في وسط جميع الأندية سواء الصغيرة منها أو الكبيرة وإنها بحاجة إلى مرافقة ميدانية من طرف تقنيين من ذوي المستوى العالي، والحمد لله فالجزائر لها من الإطارات التقنية ما يكفيها للخروج بكرة القدم إلى بر الأمان.
- الجزائر مقبلة على فتح ملاعب جديدة وهي على وشك الانتهاء على غرار ملعب براقي، وهران، وتيزي وزو ما هو انطباعك حول هذه المعالم الجديدة ؟
أنا سعيد جدا بهذا الخبر المنعش وهو افتتاح ملاعب من الطراز العالي وبمواصفات عالية، ما يعني أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة للوصول الى هذه النتيجة وهو إنشاء هذه الملاعب التي ستثلج صدور الجماهير والأندية واللاعبين وتضاف إلى المنشآت الحالية وستعطي دفعا جديدا للرفع من المستوى الفني للاعبين وهذا شيء جميل جدا ويجب تثمينه والمحافظة عليه.
- في نظرك كيف يكون استغلال هذه الملاعب ؟
هنا بيت القصيد يجب أن تستغل بدفتر شروط للأندية التي ترغب في ذلك لأن المحافظة على مثل هذه المنشآت يتطلب عملا صارما ومتابعة ميدانية لكل المرافق التابعة لهذا الملعب أو ذاك حتى تبقى هذه الملاعب تحفة رياضية يمكن أن تستقبل أكبر التظاهرات العربية والقارية وحتى العالمية.
- بماذا يود المدرب سبع إنهاء هذا الحوار ؟
نحن في 2020 ويجب أن نطور منظومتنا الرياضية وخاصة كرة القدم وأعتقد أن الهياكل الجديدة هي مؤشر إيجابي للتطوير ويجب المحافظة عليها عند استغلالها في المستقبل القريب لأن الجزائر التي حققت النجمة الثانية بمصر في 2019 قادرة على احتضان أكبر تظاهرة رياضية بفضل هذه الإنجازات ذات المستقبل الواعد. وفي الأخير أتمنى أن تخرج بلادنا من هذه المحنة منتصرة على هذا الوباء وكل عام والجزائر في صحة جيدة ومنتصرة في كل المجالات.