تمديد الحجر الصحي الجزئي لـ15 يوما أخرى ورفع الاجراء نهائيا عن أربع ولايات، هو رسالة غير مشفرة بضرورة التحلي بروح المواطنة والمسؤولية والالتزام بالتدابير الوقائية للخروج من الوضع الوبائي بأقصر مسافة وأقل ضرر.
إنها اللغة الوحيدة التي يتوجب إيصالها لمستخفّين يديرون ظهرهم للجهود الوطنية في التصدي لوباء صامت قاتل لا يفرق بين ضحاياه، تبين من الظرف الصحي الإستثنائي أن الوقاية منه مخرج النجاة.
من هنا يفهم لماذا الاهتمام منصب على الصرامة والتضحية في سبيل التعجيل بوضع الوباء تحت السيطرة والتحكم دون ترك فجوات من شأنها المساس بالمعركة المصيرية لحماية المواطنين من أي خطر محتمل وتعزيز منظومة صحية أثبتت جدواها وفاعليتها بتجند مستخدمين في أولى الصفوف الدفاعية وتسخير وسائل وإمكانيات كان لها الأثر الايجابي في وقف انتشار «كوفيد-19».
من مختلف المواقع والفضاءات، خطاب واحد يردد على المسامع، أن الالتزام بالتدابير الاحترازية هو الشرط الوحيد للتخلص من فيروس سريع الانتشار والتغيّر والرهان الثابت في الخروج من كابوس مفزع أرّق سكان المعمورة كلها ولم تكن الجزائر فيه حالة استثناء. لهذا بات من الضروري حتما العدول عن أي سلوك يستخف بالوباء ولا يضع في الحسبان الخطر القائم حتى ولو تراجعت حالات الإصابة والوفيات وتزايد عدد الماثلين للشفاء بصفة تعطي الانطباع بأن الوضع مستقر.
ذلك أن أي تقاعس في سلوك المواطنين ، مغامرة ومقامرة من شأنها المساس بالجهود الوطنية في مكافحة الوباء والمكاسب المحققة في معركة الحياة.نقول هذا في ظل تسجيل مستمر لخروقات يومية لتدابير الحجر الصحي والعزل المنزلي، وكذا تطبيق التعليمات الوقائية المكملة لنظام اليقظة والتأهب يتصدرها ارتداء الكمامات إجباريا لتعزيز فرص محاصرة كورونا المستجد.
تظهر هذه الصورة كاملة أمام محلات وفضاءات تجارية، يتوافد عليها مواطنون، فرادى وجماعات، بلا كمامات ودون مراعاة للتباعد الاجتماعي غير مدركين بالخطر الوبائي. وهو سلوك يزيد في عمر كورونا ويساعد على انتشاره مؤجلا أي إجراء لرفع الحجر أو التخفيف من تدابيره على الأقل.
ورغم وضوح هذه الرؤية وقوة المقاربة في التصدي للفيروس المستجد، تتواصل حملات تهويل عبر مواقع تواصل اجتماعي من تجار الأزمة، مروجين لمغالطات حول الحجر الصحي متسائلين بمكر متى ترفع التدابير الاحترازية بصفة نهاية.هم يقودون حملة «خالف تعرف» متجاهلين عن قصد الشروط الواجب توفرها منها انخفاض منحنى الاصابات والوفيات إلى مستوى يرسخ القناعة الثابتة بعدم وجود أي تهديد لبؤر وبائية مقلقة تستدعي رفع الإجراء بلا تأخر.