الشهيد بوراس أسس مدرسة وطنية أعدّت الرجال
في إطار تضافر الجهود لحماية الذاكرة التاريخية المرتبطة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني، رفقة نظيره للشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، ومريم شرفي، بالمركز الوطني للحركة الوطنية بالأبيار، أمس، على توقيع اتفاقية تعاون مع الكشافة الإسلامية الجزائرية، بمناسبة الذكرى 79 لاستشهاد مؤسسها محمد بوراس.
أشاد زيتوني بنضال وتضحيات الشهيد الرمز في الدفاع عن الجزائر والتأسيس لمدرسة صنعت الرجال، أمثال الشهداء محمد العربي بن مهيدي، أحمد زبانة، ديدوش مراد، باجي مختار وغيرهم من الذين كانت الكشافة منهلهم الأول، قائلا: «إن الكشافة الإسلامية الجزائرية تأسست بقوة العزيمة واستجابة لحرص أبنائها على الحفاظ على مكونات الهوية الوطنية وترسيخ الوعي لتحقيق الانتفاضة الكبرى ضد المستدمر».
وأضاف، أن الشهيد ترك مدرسة وطنية أصيلة نتعلم فيها قيم الانضباط والتلاحم وغرس روح التكافل، مبرزا المساهمة الفعالة لهذه الحركة الكشفية في إعداد رواد الحركة الوطنية والتحضير للثورة التي زودتها بأبطال وقادة مازالت مآثرهم ماثلة في الذاكرة الوطنية، كما ساهمت في تنشئة أجيال لبناء صرح الجزائر المستقلة وفق المرجعية النوفمبرية، واصفا إياها بمدرسة الشموخ ومهد الروح الوطنية.
وأكد الوزير على العمل المشترك، كل من موقعه ومكانته، لحماية موروثنا وتبليغ الرسالة التاريخية النبيلة وتمجيد نضالات الأجداد عبر التاريخ، منوها بالجهود المحمودة لهذه المنظمة لمواجهة فيروس كورونا في الجزائر، قائلا: «إن الكشافة الإسلامية حاضرة دائما في كل الأزمات وقد لمسنا ذلك خلال الأزمة الصحية التي تمر بها بلادنا، أين كان أبناؤها في كل ربوع الوطن في الصفوف الأولى ضمن عمليات التحسيس من خطر كوفيد-19 والمشاركة في الحملات التطوعية بتقديم المساعدات على كافة المستويات للمواطنين بالمناطق الحضرية ومناطق الظل».
بلمهدي: كل يوم يعتبر متحفا للذاكرة
من جهته قال وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، إن كل يوم يعتبر متحفا للذاكرة وخزانة من التاريخ وشهادة لبطولات هذا الشعب، مشيرا إلى أن ذكرى الشهيد بوراس هي فرصة للوقوف على أمجادنا وأصالتنا، منوها بمبادئ الحركة الكشفية، باعتباره كان أحد منتسبيها من خلال فوج الفضيلة بمدينة بوسعادة، التي تعلم منها الوطنية حتى النخاع.
وأشار الوزير، إلى أن كلمة الجزائر في مثل هذه المناسبات تجمع ولا تفرق، قائلا: «يمكننا أن نختلف، لكن في بناء الجزائر وليس هدمها، وهي رسالة لأبنائنا في الداخل والخارج، ولنفوت الفرصة على أعدائنا».
وأبرز بلمهدي في هذا السياق، أنه في هذا الظرف الحالي يظهر أن الكشافة حاضرة ومستعدة لخدمة الآخرين وتنمية النشء، فهي أشبه ما تكون بعمل الحماية المدنية والأطباء، داعيا للحفاظ على مؤسسات الدولة ونستكمل مسيرة الإصلاح الوطني.
حمزاوي: نحتل مواقع متقدمة على الصعيدين العربي والعالمي
من جانبه أعرب عبد الرحمان حمزاوي، القائد العام للكشافة، عن اعتزازه بالانتماء إلى المدرسة الكشفية التي كان أبناؤها في الصف الأول في الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، بداية من مظاهرات 8 ماي 1945، وكان قادتها من النواة الأولى في مجموعة 22، حيث شكلوا قاعدة صلبة لجيش التحرير الوطني بفضل تدريبهم وتشبعهم بالروح الوطنية، ولم ينقطع يوما في بناء وخدمة الجزائر، كما دفع أبناؤها الثمن خلال العشرية السوداء.
وأضاف، أن الكشافة كانت داعمة لجهود الدولة وما قدمته خلال زلزال بومرداس وفيضانات باب الوادي وغرداية لخير دليل على الجاهزية وتقديم المساعدات أثناء الأزمات والكوارث. واليوم، كانت حاضرة منذ بداية انتشار كوفيد-19 في الجزائر من خلال العمليات التضامنية التي شملت كل ربوع الوطن، مؤكدا أن الحركة الكشفية الجزائرية تحتل مواقع متقدمة على الصعيدين العربي والعالمي، إذ تجاوز عدد منخرطيها 100 ألف وأزيد من 1600 فوج كشفي منتشرين عبر الوطن.
بالمقابل، أكد الأمين العام للمنظمة العربية الكشفية أحمد الهنداوي، في مداخلته عبر تقنية التحاضر عن بعد، أن الحركة الكشفية الجزائرية امتدت عبر عقود ولديها العديد من الإنجازات، فهي محطة انطلاقة متجددة لإنجازات مستمرة، واصفا إياها بأحد أعمدة الكشافة العالمية، مشيدا بدور الشهيد محمد بوراس قائلا: «هذا اليوم يؤرخ لذكرى المناضل بوراس الذي قدم أجمل معاني الفداء والقيم الكشفية الحقيقية».