بينما تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم 5.698.421، وعدد الوفيات 352.475، تواصل دول عديدة إجراءات رفع القيود وتخفيف الإجراءات، وسط حالة من التفاؤل تعم مناطق وسعة من العالم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، وأدى ذلك لارتفاع الأسهم بأوروبا وأميركا واليابان.
وقد كشف الاتحاد الأوروبي، امس الأربعاء، عن خطته للنهوض الاقتصادي، مع مواصلة إجراءات تخفيف العزل في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي يتراجع في القارة العجوز، لكنه يواصل انتشاره في أميركا الجنوبية.
ووضحت المفوضية الأوروبية خطتها للنهوض الاقتصادي للدول الأعضاء 27 المتضررة من جراء الوباء الذي تسبب بخسائر باهظة بشرية ومادية في القارة منذ ظهوره بالصين في ديسمبر الماضي، في رهان يصل إلى ألف مليار يورو.
أميركا اللاتينية في المقدمة
وفيما يبدو أن الوضع يستقر في أوروبا، يواصل الوباء انتشاره السريع في أميركا الجنوبية.
وقالت منظمة الصحة العالمية في إيجاز صحفي، إن الأميركتين أصبحتا البؤرة الجديدة للجائحة، في الوقت الذي تكهنت فيه دراسة أميركية بارتفاع الوفيات الناجمة عن الفيروس في البرازيل ودول أخرى بهذه القارة خلال أوت.
وقالت كاريسا إتيان المديرة الإقليمية للأميركتين بمنظمة الصحة العالمية ورئيسة منظمة الصحة للبلدان الأميركية في لقاء عبر الفيديو «لم يحن الوقت حتى تخفف الدول القيود».
وسجلت الأميركتان أكثر من 2.4 مليون إصابة بكورونا المستجد وأكثر من 143 ألف وفاة جراء مرض كوفيد-19 الذي يتسبب به الفيروس ويصيب الجهاز التنفسي. وقالت إتيان إن أميركا اللاتينية تجاوزت أوروبا والولايات المتحدة في العدد اليومي لحالات الإصابة.
وقالت إتيان «منطقتنا أصبحت بؤرة انتشار جائحة كوفيد-19» في وقت حذر مديرون آخرون بمنظمة الصحة للبلدان الأميركية من أن أسابيع «قاسية للغاية» ستحل على المنطقة، وأن البرازيل أمامها طريق طويل قبل أن تشهد نهاية الجائحة.
ومن بين ما يقلق مسؤولي منظمة الصحة العالمية أيضا تسارع وتيرة التفشي في بيرووتشيلي والسلفادور وغواتيمالا ونيكاراغوا.
كلوروكين يثير الجدل
من جهة أخرى، ألغت الحكومة الفرنسية التدابير الاستثنائية التي كانت تجيز استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بوباء كوفيد-19 في المستشفى خارج إطار التجارب السريرية، بحسب مرسوم نشر، امس الأربعاء، في الجريدة الرسمية.
ومنذ نهاية مارس، كان يمكن وصف هذا العقار بشكل استثنائي في المستشفى للمرضى الذين يعانون حالة حرجة، بناء على قرار طبي مشترك.
وعقار هيدروكسي كلوروكين -الذي اعتمده في فرنسا البروفسور ديدييه راؤول ودافع عنه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والبرازيلي جايير بولسونارو- هو دواء مشتق من كلوروكين الذي يستخدم لعلاج الملاريا.
لكن دراسة نشرت، الأسبوع الفائت، في مجلة «ذي لانسيت» الطبية، أشارت إلى عدم فاعليته، وإلى أخطار هذا العقار على المصابين بكوفيد-19.
ويأتي قرار الحكومة الفرنسية بعد يومين من إعلان منظمة الصحة العالمية، أنها علقت تجربة كبيرة على هيدروكسي كلوروكين لمخاوف تتعلق بالسلامة.
وذكرت «لانسيت»، أن المرضى الذين حصلوا على هيدروكسي كلوروكين زادت بينهم معدلات الوفاة وعانوا من اضطراب في ضربات القلب، مما أضاف إخفاقا إلى سلسلة من النتائج المخيبة للآمال الأخرى المتعلقة باستخدام العقار لعلاج كوفيد-19.