حملة وطنية أخرى شرع فيها، تحسّس المواطنين بوجوب ارتداء أقنعة الوقاية من الفيروس الوبائي، الذي وإن تراجعت حدّته بفضل التدابير الاحترازية، يبقى خطره قائما ويفرض مزيدا من اليقظة والتأهب لأي طارئ.
جاءت الحملة امتدادا لإجراءات اتُّخذت تمهيدا لتطبيق حظر صحي وعزل منزلي خلال يومي العيد، حيث تعلق حركة مرور السيارات والمركبات والدراجات النارية عبر الوطن، وما رافقها من إجراء مكمل يشدد على ارتداد الكمامة إجباريا، بدءا من هذه الفترة للحيلولة دون انتشار وباء كورونا، في ظل تحذيرات أهل الاختصاص من خطورة احتمال بروز موجة ثانية من «كوفيد-19».
بعد كل هذه الجهود الوطنية والإجراءات الاحترازية التي اتخذت مبكرا، والنتائج المسجلة في التكفل بالمصابين وإجراء تحاليل الكشف بسرعة وعدد المتعافين، هل بقي مجال للمغامرة والاستخفاف بالأمر والقبول بالعودة الى نقطة البدء؟
المؤكد، أن قرار إجبارية ارتداد الكمامات الطبية، التي أوصى بها أهل الاختصاص خيار حتمي، أملته الوضعية الصحية وفرضه رهان رفع التحدي لتأمين حياة المواطنين وتعزيز سلامة المنظومة الصحية، أظهر «كورونا» هشاشتها، فارضا تحركا عاجلا لتصحيح الخلل وضبط الأولويات وفق رؤية زمكانية، اعتمادا على سياسة وطنية تعتمد مقاربة استشرافية لا تتوقف عند الأهداف والغايات المحققة، لكن تتخذ منها محطة مفصلية لمكاسب أخرى.
من هنا كان حرص السلطات العمومية شديدا والتي أطلقت حملات تعبئة لإقناع المواطن بجدوى الالتزام بالتدابير الوقائية والانخراط الطوعي في الجهود الوطنية للتحكم في الوباء، من خلال إجراءات لا تسمح بالاستخفاف وقصر النظر.
وبعد الخطوات المسجلة في محاصرة الوباء، بات من الضرورة رفع سقف التأهب والحيطة، تبعا لتطورات الوضع الصحي، باعتماد تدابير إضافية تقوي آليات المواجهة وتعززها.
جاءت حتمية ارتداد الكمامات الطبية، بدءا من يومي العيد، تجاوب معها المواطنون الذين اقتنعوا بأنهم طرف أساسي في المعركة وشركاء كاملون في الحرب المفتوحة على الفيروس المجهري حامل كل الأخطار والتهديدات.
من مدن وقرى الجزائر، تجري الحملة الوقائية بنفس الوتيرة، مرافقة العمل الصحي الذي يؤديه بإتقان أكثر من اللزوم «الجيش الأبيض بدعم من إعلام وفاعلين بالمجتمع المدني، معبرة عن إرادة لا تقبل الهزيمة.
البقاء المنشود في هذه الظرف الاستثنائي، يحمل دلالة حركية هو الانخراط بلا تردد في معركة الحياة ضد وباء فتاك أقسم الجميع رفع التحدي للخروج منه بأقصر مسافة وأقل ضرر.