يقترب موعد المونديال البرازيلي بخطى متسارعة بالنسبة للمنتخبات المشاركة التي توجد في فترة جمع المعطيات عن اللاعبين الذين بإمكانهم خوض غمار هذا الموعد العالمي الكبير، خاصة المنتخب الوطني الذي يشارك للمرة الرابعة في ظرف لا يتشابه مع المشاركات السّابقة كون هذه المرة لم يتم تنظيم كأس إفريقيا في جانفي الماضي، الأمر الذي غيّر عدة أشياء في استراتيجية الطاقم الفني الذي عليه الاكتفاء بمسار اللاعبين في أنديتهم ولا يمكنه معرفة لياقتهم إلاّ من خلال المردود الذي يتابعه عن بعد.
والحديث عن القائمة النهائية في هذا الوقت بعيد عن الدقة لأنّ البطولات التي تلعب فيها عناصرنا الوطنية لم تنته بعد، وبإمكان اكتشاف مواهب أخرى قد تدعّم كتيبة النّاخب الوطني وحيد هاليلوزيتش على غرار اللاعب محرز في نادي ليتشيستر الانجليزي، الذي يبدو أنّه يقترب من الانضمام إلى التشكيلة الوطنية بفضل أدائه المميز مع ناديه. وتؤكد آخر الأخبار أنّ “الكوتش” اتّصل به ووعده بمتابعة آدائه إلى غاية التربّص الذي سيقيمه الفريق الوطني في شهر ماي القادم.
محرز ..اكتشاف وأكثر
وبدون شك، فإنّ قدوم محرز سيرفع المنافسة أكثر على المناصب، واللاعبون الذين لا يشاركون مع أنديتهم قد يغيبون عن المونديال حسب الاستراتيجية التي وضعها هاليلوزيتش، على غرار قديورة الذي لم يلعب منذ مدة مع ناديه كريستال بالاس، وقد يكون آخر اختيار الطاقم الفني في المناصب المخصصة لوسط الميدان، أين يوجد عدد هائل من اللاعبين الذين بإمكانهم شغل المراكز، بعد اكتشاف بن طالب الذي تموقع بشكل موفق، وسيكون في القائمة بعد أدائه المقنع مع توتنهام والمباراة الأولى له مع “الخضر”. كما أنّ اللاعبين الآخرين الذين سيحجزون مكانهم هم مصطفى، لحسن، يبدة وتايدر، خاصة وأنّ الثنائي الأخير عاد إلى المنافسة في الوقت المناسب.
في حين أنّ الخط الذي وجد ضالته في الوقت الحالي هو الهجوم الذي طمأن هاليلوزيتش بشكل كبير وأعطى انطباعا تفاؤليا كبيرا، بعد الاداء المميز للاعبينا في أنديتهم، فسليماني الذي انتقل إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي تألّق بشكل كبير ويسجل الهدف تلو الآخر، وساهم في تحقيق العديد من النقاط لناديه، وخطف الأضواء حتى أنّ أندية أخرى تسعى لجلبه في الموسم القادم.
هذه الوضعية جعلته يعتبر الخيار الأول في الهجوم رفقة سوداني، الذي احتفظ بلياقته في نادي دينامو زغراب ويسجّل باستمرار، الأمر الذي يضع تواجده في القائمة النهائية أمر منطقي، كما أنّ البطاقة الثالثة قد تعود للاعب نادي بورتو غيلاس، الذي عاد تدريجيا إلى مستواه من خلال ظهوره بفعالية في مقابلات ناديه في المنافسة الأوروبية أين سجل أهدافا حاسمة سمحت له الخروج من النفق، رغم أنّه كان يتمنّى لعب نهائي الكأس بالبرتغال أين أقصى نادي بورتو في نصف النهائي على يد غريمه التقليدي بنفيكا.
بلفوضيل وجبور يبتعدان عن الأضواء
وإذا كان الاختيار موجّه نحو هذا الثلاثي ويضاف إليه اللاعب محرز الذي أشرنا نفا أنه نجح في جلب الأضواء، سيكتمل التعداد في المناصب المتقدمة، وبالمقابل يبتعد كثيرا لاعب نادي ليفورنو إسحاق بلفوضيل الذي تراجع مستواه كثيرا ولم يجد ضالته حتى في فريق لا يملك نجوما كبيرة مثل التي وجدها اللاعب في انتر ميلانو، فقد ظهر بوجه شاحب في أغلب المقابلات التي شارك فيها منذ جانفي، الأمر الذي جعل رئيس نادي ليفورنو يؤكد أنّه يحتاج لمهاجمين يسجّلون أهدافا وليس اللعب بدون فعالية. هذه الوضعية جعلت الأمور واضحة بالنسبة لبلفوضيل، الذي كان قد أكّد لنا أثناء تواجده بالجزائر في نهاية العام الماضي أنه سيغيّر الأجواء للحصول على فرصة للعب لأن هدفه هو المونديال.
نفس الأمر ينطبق على جبور، الذي رغم التغييرات العديدة للأندية إلاّ أنّه لم يسترجع مستواه واختفى عن الأضواء في إنجلترا.
براهيمي يعود بقوة
وفي مراكز وسط ميدان هجومي، أغلب الظن أنّ هاليلوزيتش يكون قد فصل في الأمر مع تواجد فغولي وجابو كصانعي اللعب، إلى جانب براهيمي الذي رغم أنه لم يشارك في المقابلات الأخيرة لـ “الخضر”، إلاّ أنّه قطعة أساسية في اختيار القائمة النهائية، خاصة بعد الهدف الذي سجله أمام البارصا الذي جعله في حالة معنوية مناسبة لبذل جهود أكثر، موضحا أنّه يركّز على المونديال بصفة كبيرة من خلال حرصه على تقديم وجه طيب في كل المقابلات مع نادي غرناطة الذي أعطى له الفرصة لتطوير امكانياته. بينما يبقى قادير من الاختيارات التي قد تحدث من خلال عودته إلى مستوى طيب مع نادي ران المتأهّل إلى نهائي كاس فرنسا،
والشيء الذي يميّز هذا اللاعب هو امكانية لعبه في مناصب عديدة سواء في الدفاع، الوسط أو الهجوم، وهذا ما يحتاجه المدرب في الدورات مثل كأس العالم، ونتذكّر أنّ سعدان استعمل اللاعب كظهير أيمن في كأس العالم الماضي بجنوب إفريقيا.
وإذا كانت هذه الأسماء مذكورة بقوة في الساحة الكروية الجزائرية، هناك اسما ابتعد منذ مدة على التشكيلة، ونخص بالذكر بودبوز الذي رغم عودته إلى الواجهة مع نادي باستيا الفرنسي ومساهمته الكبيرة في تحقيق هذا الفريق لنتائج طيبة، إلاّ أنّ هاليلوزيتش لم يضعه في دائرة الاهتمام منذ جانفي 2012 بعد كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا لأسباب انضباطية.
أما في الدفاع، فإنّ الأمور تبدو أكثر وضوحا بداية بحراسة المرمى التي يبدو أن الاسمين الأولين مبولحي وزماموش يتصدّران القائمة كونهما لعبا في مركز أساسي من قبل، يبقى الفصل بين سي محمد ودوخة وصالحي في الأيام القادمة.
ومن جهة أخرى، فإنّ لاعبي الدفاع على غرار غولام، مصباح، ماندي، بوقرة وكادامورو لهم أسبقية في هذه القائمة بالنظر لمردودهم،
وعاد حليش في مستوى طيب وقد يخطف منصب المساعد لبوقرة رفقة مجاني، الأمر الذي يبعد بلكالام من الذهاب الى المونديال في ظل الوضعية التي يجتازها لاعب واتفورد إين لم يشارك كثيرا منذ تعرضه للاصابة، بينما يبقى الأمل كبيرا بالنسبة لمدافع اتحاد العاصمة خوالد للسفر إلى البرازيل.