أكّد زعيم طالبان هيبة الله أخوند زاده، امس الأربعاء، أن حركته ملتزمة بالاتفاق التاريخي الذي أبرمته مع الولايات المتحدة رغم الاتهامات لها بشن آلاف الهجمات في أفغانستان منذ التوقيع عليه.
وفي رسالة نشرت قبيل عيد الفطر، حضّ أخوند زاده واشنطن على «عدم السماح بهدر» الفرصة التي وفرها الاتفاق لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال إن «الإمارة الإسلامية ملتزمة بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه مع الأميركيين وتحضّ الطرف الآخر على الإيفاء بالتزاماته وعدم السماح بهدر هذه الفرصة المهمة»، مستخدما الاسم الذي أطلقته طالبان على أفغانستان عندما كانت في السلطة.
وأضاف زعيم الحركة الذي نادرا ما يظهر أو يدلي بتصريحات علنية «أحضّ المسؤولين الأميركيين على عدم توفير فرصة لعرقلة وتأجيل وفي نهاية المطاف إخراج هذا الاتفاق الثنائي المعترف به دوليا عن مساره».
ووقّعت طالبان والولايات المتحدة على اتفاق في فيفري، بعد شهور من المفاوضات، ينصّ على سحب واشنطن جميع قواتها بحلول العام القادم مقابل حصولها على ضمانات أمنية.
ووضعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء الحرب في أفغانستان ضمن أولوياتها. وضغط مسؤولون أميركيون على كابول وطالبان لإجراء محادثات سلام في مسعى لإتمام عملية سحب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وتعهّدت طالبان بموجب الاتفاق بالتوقّف عن استهداف المدن والقوات الأجنبية، إلا أنها واصلت استهداف القوات الأفغانية في الولايات.
ويشير محللون إلى أن اتّفاق فيفري قوّى شوكة طالبان بينما سجّل مسؤولون أفغان أكثر من 3800 هجوم قتل فيها 420 مدنيا وأصيب 906 بجروح، منذ توقيع الاتفاق.
ودفعت أعمال العنف الحكومة الأفغانية لإصدار أمر لقوات الأمن بالتأهب لمهاجمة طالبان.
بدورها، حذّرت الأمم المتحدة من أن ارتفاع منسوب العنف منذ تم التوقيع على الاتفاق تسبب بزيادة عدد الضحايا المدنيين.