ها هو شهر الصيام يقترب رحيله، معلناً قدوم عيد الفطر، في حين ما زال وباء كورونا مستمراً، والإجراءات الاحترازية منه ما زالت مفعَّلة، حيث سيكون هناك حظر كلي بأغلب دول الخليج خلال أيامه الثلاثة، يُمنع خلالها الخروج من المنزل إلا في حالات الطوارئ.
وسيغيب عن عيد الفطر هذا العام في الخليج عديد من العبادات والطقوس، بالإضافة إلى العادات والتقاليد المحلية التي كانوا معتادين إياها على مدى السنوات السابقة، مفتقدين لأجوائها التي تعلوها البسمات وعلامات الفرح.
وفي ظرف تاريخي لم يشهد له الخليج مثيلاً من قبلُ في السنين الماضية، لن يستطيع سكان شبه الجزيرة العربية والعالم الإسلامي أيضاً أداء صلاة العيد في المساجد والساحات، ليتبادلوا التهاني والتبريكات بحلول العيد وتوزيع التمر؛ حيث إن كل جوامع دول الخليج والعالم مغلقة منذ مارس الماضي إلا للأذان، للحد من تفشي فيروس كورونا.
وفي ظل استمرار الجائحة وقرارات التزام الحجر المنزلي وحظر التجول في دول الخليج خلال أيام العيد، سيصلي الناس صلاة عيد الفطر في بيوتهم مع التكبير والتلبية التي قد ترفعها المساجد عبر مكبرات الصوت.
وسبق أن قال المفتي العام للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، في أبريل الماضي، إنه إذا استمر الوضع القائم وكانت إقامة صلاة العيد في المصليات والمساجد المخصصة لها غير ممكنة، «فإنها تُصلَّى في البيوت من دون خطبة بعدها»، وأشار إلى فتوى سابقة صدرت من اللجنة الدائمة للفتوى، جاء فيها: «ومن فاتته صلاة العيد وأحبَّ قضاءها استُحب له ذلك، فيصلِّيها على صفتها من دون خطبة بعدها، فإذا كان القضاء مستحباً في حق من فاتته الصلاة مع الإمام الذي أدى صلاة العيد بالمسلمين، فمن باب أولى أن تكون إقامتها مشروعة في حق من لم تُقم صلاة العيد في بلدهم، لأن في ذلك إقامة لتلك الشعيرة حسب الاستطاعة، والله تعالى يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)».