على غير ما تعوده الكثير، سيكون االاحتفال بعيد الفطر لهذه السنة خاصا جدا بسبب وباء كورونا وكل الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة من السلطات المعنية التي غيرت الكثير من يوميات المواطنين فكان للحياة في زمن الوباء طعم مميز لم يتذوقوه من قبل، لكن يحاول البعض فرض منطقهم بالبكاء على الزيارات العائلية وتهاني العيد التي ستقتصر على الرسائل النصية او مكالمات فيديو بين الاهل والأقارب، كأني بهم ليسوا هم من جفت اقلامنا ونحن ندعوهم الى مد جسور صلة الرحم و احياء نبضها بالزيارات و السؤال عن الاهل والاحباب من زمن ما قبل كورونا.
اننا اليوم امام ظرف خاص يستدعي كل تلك الاحترازات والتباعد الاجتماعي لمنع أي انفجار لأعداد المصابين بالفيروس في حالة فتح المجال امام التنقلات الحرة للمواطنين يومي العيد ، ولن يكون جيدا صب الزيت على النار لان الظرف عالمي ولا يمكن المجازفة باي حال من الأحوال بترك الحبل على الغارب في ازمة صحية استثنائية، اما العلاقات الاجتماعية التي أصبحت تحت رحمة الإجراءات الاحترازية التي اعطتها بُعدا اخر غير الذي كانت عليه فلن يكون من المنطقي إخراجها من كل ما يتخذ من قرارات.
في المقابل ان كورونا جعلت الكثير من العائلات تعيش مناسبات دينية بعيدا عن التوتر، خاصة عندما تكون علاقات الأخوة وزوجاتهم متوترة، فتجدهم يجلسون على طاولة واحدة في عيد او رمضان لكن بعضهم لا يكلم بعض رغم المحاولات اليائسة للوالدين الذين وجدوا أنفسهم امام أبناء لم يعرفوهم من قبل، أبناء كانوا يظنون انهم لن يفرقهم المال .الحقيقة المرة، ان الحياة مواقف وحب الاخوة سيزول مع اول زوجة شريرة تتصنع الطيبة لتسيطر على قلب زوجها وتتحكم به، ليصبح سلاحها الفتاك الموجه نحو اسرة كاملة تحاول تحطيم روابطها القوية فقط لتصبح المتحكمة بكل شيء.
الحاجة لرفع الحجر وقلوب الكثير ما زالت تعيش في سواد مطبق حتى فقدت قدرتها على معرفة الخير من الشر، ما فائدة البكاء على عادات وتقاليد، وما السر في لعن فيروس كورونا وهو لم يفعل شيئا سوى تعرية مساوي نفوسنا التي ركنت الى الانانية و الحب الذات.