طباعة هذه الصفحة

قصّة قصيرة

الحل المناسب

حسين علي غالب/ العراق

- أرجوك أريد أي شيء يريح أمعائي.
 يبتسم العطار في وجهه:
- تفضل هذه المادة فقط رش القليل منها فوق كوب من الماء وأشربها، وبعدها سوف تذهب إلى الحمام.يأخذ الرجل المادة وهو فرح للغاية، ويعطي ثمنها للعطار ويدسها بجيبه.
في بيته يصرخ أبناءه الصغار:
- جائعون، جائعون.
يرد عليهم بلا تردد:
- الآن اللحم قادم مع الأرز.
يرش المادة التي اشتراها من العطارويعيدها إلى جيبه بلمح البصر. يضع الطعام على المائدة، وينادي أبناءه: - هيا الطعام جاهز.
يجلس الأبناء حول المائدة، ويخرج الأب وهو حزين للغاية.
في منتصف البيت، يطالع ساعة الجدار ويتحدث بصوت منخفض:
- سوف أخرج من البيت، فليس بمقدوري تحمل ما سوف يحدث...
تمرالدقائق، والأب يدخن سيجارته خارج البيت وبعد انتهاءه يعود:
- ألم أقل لكم أن اللحم لا يناسبكم، ها أنتم الآن تتألمون وجعلتموني أخسر أجري اليومي لشرائه.
حل المساء، ينظر الأب إلى المرآة، ويمسح دموعه بعد أن نام أبناءه:
- ليس بيدي حل أخر، فليس بمقدوري شراء اللحم لكم، لهذا وضعت المادة لكم حتى لا تطلبون مني اللحم مرة أخرى.