حلت مناسبة اليوم العالمي للتمريض المصادف لـ12 ماي من كل سنة والأسرة الطبية تعيش ظروفا استثنائية بسبب جائحة كورونا، التي وضعت قطاع الصحة ببلادنا أمام تحدّ كبير لمواجهة الوباء وحصره في نطاقه الضيق حماية لصحة وسلامة المواطن، رغم المخاطر المهددة لحياة أصحاب المآزر البيضاء الذين وجدوا أنفسهم في الصفوف الأمامية يواجهون وباء خطيرا، سريع الانتشار ولا يعطي فرصة لجمع القدرات ووضع استراتيجية دفاعية محكمة.
تعيش الأسرة الطبية بولاية بومرداس من أطقم طبية وممرضين وكل مستخدمي القطاع نفس الهواجس والمعاناة الممزوجة بالخوف من خطر الإصابة بفيروس كورونا ونقل العدوى إلى أشخاص آخرين مقربين داخل العائلة الصغيرة بسبب طبيعة الوباء وتعقيداته، حيث لايزال أفراد هذه الأسرة مجندين في الميدان بالسهر على متابعة الأشخاص المصابين والحالات المشتبهة على مستوى مراكز العزل المخصصة لهذا الغرض في كل من مستشفى الثنية، برج منايل ودلس، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ لعدد الإصابات في الأيام الأخيرة بولاية بومرداس.
وأمام هذه الظروف الصحية الصعبة والاستثنائية التي تعيشها أسرة قطاع الصحة وإن بدأت تخف حدتها مقارنة مع الأسابيع الأولى لبداية انتشار الوباء التي أحدثت هلعا كبيرا نتيجة قلة الإمكانات ومواد التطهير ووسائل الوقاية، حاولت السلطات الولائية ومديرية الصحة ومختلف الفاعلين ومنظمات المجتمع المدني الوقوف إلى جانب مستخدمي القطاع وتشجيعهم على المجهودات التي يقومون بها لإنقاذ حياة المرضى والتقليل من خطر الفيروس.
في هذا الإطار، لقي قطاع الصحة ومستخدموه الكثير من إشارات التضامن والمساندة المعنوية والمادية منذ بداية الجائحة، إضافة إلى مساعدات مختلفة شملت كمامات وألبسة وقائية تكفلت بها مراكز التكوين المهني وجمعيات نسوية من الحرفيات ومتعاملين اقتصاديين، مواد مطهرة لمحلول هيدروكحولي تكفلت بها مخابر البحث لجامعة بومرداس، مبادرات شبانية لمهندسين قاموا بعمليات صيانة للأجهزة الطبية المعطلة وأجهزة التنفس بالخصوص ووضع أنفاق تعقيم، وكان آخرها وضع حيز الخدمة لمختبر خاص بتحاليل فيروس كورونا بمستشفى الثنية كهبة من أحد المحسنين وجهاز تنفس اصطناعي لفائدة مستشفى برج منايل للتخفيف من هذه الوطأة.