طباعة هذه الصفحة

تفادي موجة ثانية

بقلم: فنيدس بن بلة
10 ماي 2020

لم يتنفس العالم بعد الصعداء، جراء تفشي فيروس كورونا الصامت الذي تسبب في إصابة أكثر من 4 ملايين شخص وأودى بحياة أزيد من 277 ألف أخر عبر كوكب الأرض، تاركا كبريات المخابر في حيرة من أمرها بحثا عن لقاح يزيح عن البشرية هذا الكابوس المفزع.
لم يطرأ أي تغيير في حدة مكافحة «كوفيد-19»، الذي فرض قوالب وممارسات تستدعي تدابير الوقاية خيارا آمنا لفيروس سريع الانتشار لا يتوقف تأثيره عند حدود جغرافية معينة.
الدول التي واجهته وقاومته بفعالية ونجاعة في مراحل سابقة، تجد نفسها اليوم في حقبة ثانية من التصدي له، آملة التخلص من الوضعية الصحية بأقصر مسافة وأقل ضررا.
إنها حقبة حاسمة تفسر حالة تأهب من نوع خاص يفرضه الظرف الطارئ، تشرع عواصم كثيرة في رفع إجراءات حجر صحي حذر وفق شروط وقائية صارمة، لا تسمح بمغامرة ومقامرة تعيد الحسابات إلى نقطة البدء، وترهن نتائج تحققت في مواجهة الفيروس، تقررت منذ ظهوره لأول مرة في مقاطعة «ووهان الصينية» والمراحل التي قطعت في مسعى وضعه تحت السيطرة والتحكم.
يحذر أهل الاختصاص من أي استخفاف بتدابير الحجر الصحي والعزل المنزلي خلال تخفيف الإجراءات الاحترازية التي تشرع فيها دول كثيرة، بدءاً من اليوم الأثنين، حتى لا يفتح المجال أمام موجة وبائية ثانية قد تكون أكثر حدة وفتكا ومن شإنها تنسف الجهود الوطنية وتضع المنظومة الصحية برمتها على المحك، وتبقيها في حالة عجز عن تأدية خدمات لمواطنين هم في إمس الحاجة اليها وعلاج مصابين تحت طائلة وباء.
الجزائر التي اتخذت تدابير وقائية مبكرا، تستمر في حملات التعبئة والتحسيس بجدوى الوقاية، مناشدة أبناءها الالتزام بتدابير الحجر، باعتباره أفضل وسيلة لدحر الوباء، والعدول عن تجاهل تدابير الحيطة.
لهذا كان لزاما إعادة غلق محلات تجارية بعد تراخيص تخفيف تدابير السلامة الصحية، نظرا للتوافد الكبير عليها دون مراعاة شروط التباعد الاجتماعي، النظافة والتعقيم.
لكن الذي لم يفهم ولم يوجد له تفسير، تمادي سلوكات الاستخفاف وكأنّ شيئا لم يكن.
يظهر هذا من خلال المواجهات اليومية بين عناصر الأمن والمواطنين الذين لم يستجيبوا لنداءات السلامة الأمنية في مختلف الأحياء، بل هناك من ضعاف النفوس من ذهبوا إلى الأبعد في تصرفات شيطانية، متخذين من فترة الحجر «فرصة ذهبية» للسطو على البيوت ونهب الممتلكات بلا وجه حق، متبعين بتهور سلوكا إجراميا أخطر من وباء كورونا نفسه.