افتقدت معظم العائلات بولاية سطيف، هذا العام ، وعلى غرار باقي العائلات في ولايات الوطن ،عبق شهر رمضان المبارك وأجواءه الاحتفالية المميزة، وهذا على خلفية الحجر الصحي المتخذ كإجراء وقائي للتصدي لتفشي فيروس كوفيد -19،الذي خلف العديد من الضحايا بالولاية، وكذا العديد من الإصابات المؤكدة.
كانت العائلات تستقبل الشهر المبارك بتنظيف البيوت ،وشراء ما ينقص من أواني منزلية ،وكذا تحضير التوابل، وشراء أهم المستلزمات ،على غرار مادتي الفريك والمرمز لتحضير طبق الشربة الذي لا يغيب عن الموائد، طوال الشهرالمبارك ،إلا أن ذلك لم يتم،هذا الشهر، بالكيفية المعتادة، بسبب الحالة السائدة ،والتي عرفت كذلك نقصا كبيرا في النشاط اليومي للعمال والتجار ،ورغم انه تم تدارك الوضع نسبيا ،عقب فتح بعض النشاطات التجارية ،الا ان السلطات أقدمت على إعادة غلقها المؤقت ،بسبب التدافع من طرف المواطنين على شراء الأواني والملابس والحلويات التقليدية، ما خلف اجواء توحي بانتشار العدوى بشكل كبير في هذه الولاية المصنفة الرابعة وطنيا من حيث عدد الإصابات.
ولعله من الأمور المستحدثة، بمناسبة الشهر الفضيل، في هذه الظروف الاستثنائية والتي لها طابع ايجابي الجديرة بالذكر استغلال الفتيات المتواجدات في البيوت الفرصة لتعلم الطبخ و فنونه ،تحت إشراف الأمهات بطريقة كانت مفيدة لهن كثيرا، ما خفف العبء على الأمهات بشكل كبير ،حيث تقوم الفتيات بأعداد وجبات الإفطار وأنواع التحلية ،حسب إمكانيات كل أسرة.
ومن الظواهر الايجابية التي فرضتها الأجواء الخاصة لرمضان هذه السنة على العائلات السطايفية إقامة صلاة التراويح في البيت، حيث أصبح الأولياء يقيمونها مع كل العائلة ، فمنذ اليوم الأول للشهر المبارك تعود رب الاسرة ان يؤم كل أهله، فكانت فرصة للجميع للمشاركة في أداء هذه السنة الطيبة المرتبطة بالشهر الفضيل.