شكل فيروس كورونا كوفيد-19 أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب صفحات الفايسبوك، فرصة لترويج الإشاعة ونشر وتداول معلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة، مستغلين حالة الخوف التي يعيشها المواطن بسبب هذا الوباء المستجد، حيث باتت الإشاعات تتفشى بنفس سرعة تفشي وباء كورونا.
وجدت الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة طريقها للتكاثر والانتشار بشكل سريع، ليتناقلها الجميع وينشغلون بسرد كل المخاوف السلبية التي تثير الذعر والرعب في قلوب الناس، خصوصا تلك المتعلقة بملايين الإصابات المسجلة عبر العالم وأعداد الوفيات المتصاعدة يوميا وأحيانا تكون أخبارا مغلوطة.
صحافة المواطن في هذا الظرف الصعب باتت مصدرا من مصادر المعلومة لعامة الناس، نظرا لسهولة الاستخدام وسرعة تدفق الأخبار التي أغلبها تهم مختلف فئات المجتمع ممن يعيشون معاناة وضائقة مالية، بسبب إجراءات الحجر الصحي الذي فرض على الكثيرين التوقف عن عملهم، خاصة التجار والحرفيين، فتجدهم يسارعون الى البحث عن آخر القرارات المتخذة عبر ما تنشره صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
الإشاعات التي تتخذ من منصات التواصل موطنا لها سلبية أشد في نتائجها، نظرا لحجم المتابعة التي تحظى بها عبر وسائل التواصل مقارنة بالوسائل الإعلامية الأخرى، إذ تتوالى الأخبار المقلقة عن تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم وتصل إلى كل المتابعين ما يجعلهم يصابون بإحباط، خاصة في ظل التركيز على الجانب الكارثي للوباء وإهمال الحقائق الإيجابية التي تدعو للتفاؤل، إذ غالبا ما يتم مراقبة عدد المصابين والمتوفين، في حين أن عدد الأشخاص الناجين يتم تجاهله.
معلومات تنشر يوميا عن طبيعة فيروس كورونا المستجد وخطورته والكثير منها تأكد بأنها خاطئة بعد التحقق في الأمر. ولعل أخطر ما تم تداوله من معلومات كاذبة، أن فيروس كورونا يؤدي الى وفاة كل من يصاب به... لكن الحقيقية أن أغلب الحالات تتماثل للشفاء والتعافي.
توجد بعض المعلومات، بالرغم من خطورتها، لكن لحد الآن لم يتم التأكد من حقيقتها، يتعلق الأمر بأن المتعافين من المرض معرضون للإصابة به مرة ثانية.
كورونا أكثر كلمة مثيرة للهلع في الوقت الراهن ووصلت لدى البعض إلى حالة «الوسواس القهري» بسبب كثرة الإشاعات حول الفيروس والتركيز عليه... ولا يتم التطرق الى أن هذه الأزمة دفعت نحو استغلال الرقمنة بشكل أفضل، وهكذا بات ممكنا استشارة الطبيب عبر الإنترنت، كما أن العلماء يراهنون كنتيجة لجائحة كورونا على طفرة في تقنيات الآلات والمعدات الطبية الرقمية، زيادة على تعزيز روح التضامن بين أفراد الشعب.