أمر وزير التجارة كمال رزيق، التجار وأصحاب المحلات بارتداء الكمامة إجباريا أثناء مزاولة نشاطهم، من أجل الوقاية الصحية ومنع تفشي وباء فيروس كورونا المستجد. في وقت اضطر الولاة إلى تعليق نشاطات بعض المحلات التجارية، بعد أيام من الترخيص لها بالاستئناف، بسبب عدم احترام إجراءات الوقاية والإخلال بقواعد التباعد الاجتماعي.
كان لزاما إعادة النظر في إجراءات تخفيف الحجر الصحي، بعد أيام من الترخيص بعودة نشاط بعض المحلات التجارية، وهذا بسبب تهاون الباعة والمواطنين بإجراءات وتدابير الوقاية من فيروس كورونا، ما رفع عدد حالات الإصابة المسجلة عبر الولايات، بشكل لافت، وتوسع انتشاره ليشمل مناطق جديدة لم تكن ضمن الخارطة الوبائية، ما يقوض جهود حصر الوباء ويطيل مدة القضاء عليه، الأمر الذي يفرض مزيدا من الوعي لدى المواطنين بالدرجة الأولى، لأنهم عامل رئيس في مكافحة الفيروس، بالالتزام بقواعد الوقاية التي تبقى خيرا من ألف علاج.
وأمام التهاون واللامبالاة بمجرد رفع الحظر عن ممارسة بعض النشاطات التجارية، لم يجد المسؤول الأول عن القطاع من وسيلة أخرى غير الردع والتهديد، لحمل التجار وأصحاب المحلات المرخص لها بالفتح، على التقيد بتدابير الوقاية من الفيروس، حيث خيّرهم بارتداء الكمامة واحترام قواعد التباعد الاجتماعي أو غلق الأسواق والمحلات.
وكتب رزيق في صفحته الرسمية على «فيسبوك»، يجب على كل التجار أصحاب المحلات المرخص لها بالفتح، إرتداء الكمامات إجباريا، وإلزام العمال بارتداء الكمامات من أجل الوقاية الصحية، بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى».
فرض هذا الإجراء ليس اعتباطيا، لأن الكمامات تقي من انتقال الفيروس وسط المواطنين، حتى وإن لم تكن بمثل المواصفات الطبية، واكتفى الشخص بخياطتها بقطعة قماش في المنزل.
من جهتهم، قرر الولاة تعليق نشاطات بعض المحلات التجارية والحرفية، أياما قليلة بعد منح رخص فتحها، بعد ملاحظة عدم احترام تدابير الصحة والوقاية من فيروس كورونا والإخلال بقواعد التباعد الاجتماعي، ما من شأنه أن يبطل النتائج على الصعيدين الصحي والوبائي.
وأصدر ولاة كل من الجزائر، البليدة، تيبازة، برج بوعريريج، قسنطينة، سوق أهراس، خنشلة، ميلة، المدية، وهران، ورقلة وأدرار قرارات بغلق بعض المحلات والمتاجر.
ويتعلق الأمر بقاعات الحلاقة، محلات المرطبات والحلويات التقليدية، محلات الألبسة والأحذية، التجارة الكهرومنزلية، تجارة الأدوات والأواني المنزلية، تجارة الأقمشة، الخياطة والمنسوجات، تجارة مستحضرات التجميل والعطور، كما أن النشاطات المجمعة من نوع «بازار» تظل غير مرخصة بفتحها.
ويأتي هذا القرار، بعد الإنزال غير المسبوق للمواطنين بالمحلات التجارية، وعدم احترام أدنى إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، ضاربين عرض الحائط بكل تعليمات ونصائح السلطات العمومية والصحية على حد سواء للحد من آثار تداعيات الأزمة الصحية.
الدكتور بوجلال: ارتداء الأقنعة ضروري
يوصى الأطباء والمختصون، منذ انتشار وباء فيروس كورونا، بارتداء الكمامات، فهي، بحسب الدكتور يوسف بوجلال، وسيلة ضرورية للحماية وتطويق المرض إلى غاية القضاء عليه.
وأكد لـ «الشعب» ضرورة فرض ارتدائها، فالإجراءات المتخذة سمحت بتخفيف تداعيات الأزمة الصحية، نظرا للحجر المنزلي وكل بروتوكولات الوقاية، لكن ممكن أن تتراجع القدرة على التحكم في الوباء دون استعمال الأقنعة، مشيرا إلى أن جمهورية التشيك سيطرت تماما على انتشار العدوى وذلك بإجبارية استعمال الأقنعة لكل مواطن خارج المنزل.
وطمأن المواطنين الذين يتحججون بعدم ارتداء الكمامات بسبب ندرتها في الصيدليات، أن الكمامات المصنوعة منزليا لها نوع من الوقاية، ليست بفعالية أقنعة FFP2، لكنها تحمي. ويبقى عليهم الإلتزام بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى حتى مع توفر العديد من النشاطات مفتوحة، لحماية أنفسهم وعائلاتهم.
وختم بالقول، «نتخوف من أن يكون القادم أسوأ في حال عدم احترام التباعد الاجتماعي».