عاشت مخيمات اللاجئين الصحراويين، يوم أمس، جواً تضامنياً عكس مدى العلاقات الأخوية بين الشعبين الجزائري والصحراوي في خطوة جديدة تؤكد إلتزام الجزائر ووقوفها الدائم مع الشعب الصحراوي حتى نيل الحرية والاستقلال، حيث وصلت الى ولاية الشهيد الحافظ قافلة مساعدات غذائية وصيدلانية.
لاقت القافلة التضامنية مع الشعب الصحراوي استحسانا كبيرا لدى الصحراويين على المستويين الشعبي والرسمي، حيث أعرب الصحراويون في المخيمات لـ «الشعب»، عن شكرهم وامتنانهم العميق للمبادرات الخيّرة المتتالية التي تقوم بها السلطات الجزائرية وجمعياتها الوطنية، خاصة في ظل أزمة وباء كورونا والتي جاءت في الوقت الذي يشهد تردي الأوضاع الإنسانية بالمخيمات جراء توقف حركة إمداد المنطقة بالمساعدات الإنسانية الدولية.
«بشرايا بيون»: مطمئنون لوجود الجزائر معنا
أكد «بشرايا بيون» الوزير الأول الصحراوي، أن المخزون الغذائي الذي يعتمد عليه الصحراويون لأشهر شهد نقصاً كبيراً وأن بعض المواد الأساسية آخذة في النفاد بسبب تأثر برامج الملاحة الدولية وتوقف خطوط الإمداد، وهو ما أثر بشكل مباشر على التزامات بعض المنظمات الدولية بسبب غلق مراكز تموين هذه المنظمات.
وأوضح «بشرايا» في تصريح خص به «الشعب»، أن الظروف الإنسانية التي يمر بها الشعب الصحراوي هي «ظروف صعبة» خلفتها الأوضاع الاستثنائية الناجمة عن التدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وأعرب الوزير الأول الصحراوي عن ارتياحه لوقوف الجزائر الدائم مع الشعب الصحراوي وتدخلها في كل مرة للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية حقيقية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، قائلاً: «نحن مطمئنون لوجود الجزائر معنا لأنها عودتنا على التدخل في كل مرة من أجل التصدي للأزمات في المخيمات».
وقال الوزير الأول الصحراوي، إن المناطق المحررة تأثرت بشكل كبير وأن الأوضاع الإنسانية هناك «جد صعبة» بسبب غلق المعابر البرية مع الجزائر وموريتانيا، ولكن التعاون الوثيق مع الإخوة في الجزائر ودعمهم للشعب الصحراوي، مكننا من إرسال قافلتين للمساعدات الإنسانية والطبية إلى سكان المناطق المحررة، ويجري التحضير حالياً لإرسال قافلة ثالثة في غضون أيام قليلة، فالجهود منصبّة حالياً من أجل نجدة المناطق المحررة، خاصة ما تعلق بالمواد الطاقوية، المياه والأدوية.
الشعب الصحراوي يتغدى على المواقف النبيلة
كما أشادت «السالمة بيروك» وزيرة الرعاية الاجتماعية في الحكومة الصحراوية، بالموقف الثابت للجزائر حكومةً وشعباً، ووقوفهما الدائم مع الشعب الصحراوي في الأزمات التي يمر بها، وقالت الوزير الصحراوية إن الشعب الجزائري لطالما أثبت بأنه شعب مضياف، أكد على تواجده الدائم مع الشعب الصحراوي وهي خصال ليست بالغريبة على شعب متشبع بالوطنية وبروح ثورة الفاتح نوفمبر.
وقالت «السالمة بيروك» لـ «الشعب»، إن الشعب الصحراوي كريم يتغذى على المواقف النبيلة التي استمدها من إخوانه الجزائريين، منوهة بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط الصحراويين بمختلف فعاليات المجتمع المدني الجزائري، مستوى العلاقات المتميزة تمت ترجمتها على أرض الواقع من خلال تنظيم العديد من قوافل الدعم الإنساني لجمعيات ومنظمات وطنية جزائرية موجهة لفائدة الصحراويين في المخيمات، مؤكدةً على أنه يجري التحضير حالياً لاستقبال قوافل أخرى ستصل تِباعاً للمخيمات.